الإختبار التاسع
الكون كلّو عم يدور حول سرّ الصليب.
كلّ إنسان بيفكّر إنّو الكون عم يدور حولو هو وهو محور الكون.
الصليب هو محور الكون. واللي بدّو يكون على محور الكون بدّو يكون مع المصلوب على الصليب.
اللي ما بيعيش سرّ الصليب ما بيقدر يدرك سرّ الكون:
كلّ إنسان إلو شكل وكيان بالزمان والمكان، مثل قطعة الجليد. والبشر تيحافظوا على كيانن بيخافوا يقرّبوا من النار حتى ما يدوبوا: شو بينفع الجليد إذا حافظ على شكلو وكيانو؟ إذا ما داب وصار ميّ ما بيتغلغل بالأرض ولا بيروي شجر ولا بشر.
ما تخافوا تقرّبوا من النّار اللي بتدوّبكن لأنو بتحوّلكن لماء حيّ ترووا الأرض.
خلّوا محبّتكم تكون مثل السّايل تغلغل وين ما كان، ما تخلّوها جامدة وتعطوها شكل وتهندسوها، ما بتمرق لمطرح.
الملح اللي ما بيدوب ما بيملّح. الملح الفاسد بيعوكر الميّ اللي لازم يملّحها وبيفسد الأكل. والملح الجيّد اللي بيدوب بيختفي بالميّ وما بيظهر بالطعام لا شكل ولا لون ولا كيان لكن بيعطي الطعم. وإنتو ملح الأرض.
إذا بتجعل حياتك ملكك وحدك بتكون رخيصة كتير، كلّ ما تعطي حياتك بتكبر قيمتها وبتبلغ كمال قيمتها لمّا بتصير ملك الكلّ.
رغيف الخبز هو هو على طاولة الغني أو على طاولة الفقير. الرغيف الطيّب لمّا بيطلع من الفرن ما بيسأل مين رح ياكلو. الرغيف تيتّاكل. الإنسان الصالح رغيف صالح.
تاريخ البشر فارغ لولا الصليب لأنّو التاريخ عابر والصليب ثابت. وتاريخك إنت بيكون فارغ بدون الصليب لأنّك عابر والمصلوب وحدو بيحييك وبثبتك بحياة الأبد..
الصليب هو اللي بيقدّسك بالزمن.
بداية الخلق، وهلّق، ونهاية الكون عم يصيروا كلّن، بالنسبة لألله، هلّق، باللحظة الحاضرة.
قدّس لحظة عمرك الحاضرة هلّق بالمحبّة بتكون عم تدرك سرّ الخلود بحضرة الله. الإنسان خالد بالمحبّة مع الله.
قدّس الزمن، قدّس عمرك، قدّس كل لحظة من حياتك. ما تلتهي بدقّات الساعة: ما فيك توقّف دقات الساعة، لكن فيك تكون جاهز لمّا الساعة تدقّ.
يللي بيشيل ألله من عمرو، من فكرو وقلبو بيسحقو الزمن وبيغرق بالموت، ومش يعني ألله ما عاد موجود، يعني هو ما عاد موجود.
مثل ما النّور بيظهّر الموجود للعيون، المسيح بيظهّر الوجود للعقل والقلب.
بدون النّور عين الإنسان عمياء عن الموجود، وبدون المسيح الإنسان أعمى عن الوجود.
الله خلق المادة وحطّ النظام، خلق العقل وحطّ الرّوح وأعطى الحياة. مثل ما بالمنطق والتحليل، العقل بيدرك النّظام وبيعقل المادّة، بالإيمان والصلاة والعبادة الحق،ّ الرّوح بتدرك محبّة الله وسرّ الكون وبتعطى الحياة.
في زهور بتنقطف بالرّبيع تتزيّن، وفي زهور بتشيِّخ وبتبقى للخريف تتبدّر، وفي زهور بتنثر أوراقها الرّيح تتوصّل أريجها لبعيد وتعبق بريحتها الأرض. بكلّ حركة ألله إلو حكمة، صلّوا تتفهموا حكمة الله وتعيشوا إرادتو، مش تتغيّروا مشيئته. مشيئة بيّكم دايماً خيركم.
خليّك حامل ريحة السنديان والزّعتر، ما تتلوّن بألوان هالعالم وتعبق بروايحو. لمسات أصابع ألله عليك أهمّ من كلّ اللي رح يلبّسك ياه العالم ويزيّنك فيه.
امشي بثبات على درب القداسة، خلّي المسيح يعيش فيك، بتعيش بقلب سرّ الكون، بنبع النّور.