الإختبار الحادي عشر
تأملوا طيور السما كيف بتبني أعشاشها بتأنّي، وبتوضع بيضها برفق وبتسهر على فراخها بحنان حتى يريّشوا ويطيّروا وبتحفظ أشجار الربّ.
عم تبنوا أعشاشكم، وتوضعوا بيضكم، وتفقّسوا فراخكم على أشجار عم يضرب بشروشها الهريان، والسوس عم ينخر بجزعها، والصندل عم يرعى بأغصانها.
إذا هويت الشجرة، بيتفرفطوا أعشاشكم وبيتشتتوا فراخكم وما بيبقالكم إلاّ أغصان عرياني تلقوا عليها جناحاتكم.
عم تتعبوا وتجتهدوا وتكدّوا تتبنوا أعشاش متينة ودافية يربوا فيها فراخكم ويريّشوا ويطيّروا ويعششوا هنّي كمان.
اهتمّوا بالشجرة مثل ما بتهتمّوا بالاعشاش. مثل ما توكّلتوا على أعشاشكم موكّلين كمان على أشجاركم.
اهتمّوا بالجذور، اهتمّوا بالجزع، اهتمّوا بالأغصان واهتمّوا بالورق وبيكفيكم كمّ قشّي وكم حبّة تراب تترسموا أعشاشكم، أغصان الشجرة بتحميكم وأوراقها بتفيّيكم.
ما تغرقوا بأعشاشكم وتعلّوا أطرافها تتعطيكم الأمان، اشتغلوا بامانة للربّ والربّ بيعطيكم الأمان.
عم تركضوا تتأمّنوا مستقبلكم ومستقبل أولادكم، تذكّروا دايماً إنّو مستقبلكم مش هو آخر أيامكن بهالعالم لكن هو أول يوم بالعالم الآخر.
بتأمّنوا مستقبل أولادكم لمّا بتأمّنولن السما. أبناؤكم تتعطوهم الحياة وما في حياة إلاّ بالمسيح. اعطوا أبناؤكم المسيح، وإذا المسيح ما كان فيك صعب تعطيه لأولادك.
إذا إنتوا ما تقدّستوا كيف بيتقدّسوا أولادكم؟ إذا المسيح مش فيكم كيف بتعطوه لأولادكم؟ وإذا ما أعطيتوهم المسيح، كلّ شي آخر بتقدّمولن اياه عقيم وزائل، بيزولوا هنّي وبيزول معهم.
مش بالمسكن العالي وضمانات هالعالم بتعطوا أولادكم الأمان والمستقبل. اعطوهم قداستكم وصلواتكم بتكفلوا أمانهم بهالعالم ومستقبلهم بالعالم الثاني.
عم تسعوا لنجاحكم ولنجاح أولادكم بالحياة: النجاح بالحياة هو الوقوف قدّام الله بدون خجل.
انزلوا على الجذور، اعتنوا فيها وكونوا زاهدين. العمل بالجذور مخفي ما بيبيّن وبيتطلّب جهد وزهد.
الناس بتشوف الشجرة ما بيشوفوا الجذور ولا بيشوفوا عملكم لكن الله اللي بالسما بيشوف وبيبارك.
اعتنيوا بالجذور، صونوا الجزع، احفظوا الأغصان، اهتمّوا بالأوراق، حافظوا على الشجرة بيحفظ الله أعمالكم.
اعتنوا بالشجرة اللي عم تحضنكم وتفيّيكم وتأويكم من جذورها حتى أطراف اغصانها، حتى ولو كان على حساب علوّ أعشاشكم.
الوقت عم يمرق هو ذاتو على الأخيار وعلى الأشرار، إذا الأخيار ما عبّوا الزمن خير، الاشرار بيعبّوه شرّ وبيصير الزمن فارغ .
كلّ برهة من عمرك سلّة انحطّت قدّامك تتعبّيها من حصادك من قطافك وغلالك، بتبقى قدّامك هنيهة وبتروح وبتصير خلفك وما فيك تردّها للأبد.
إذا توقّفت والتفتت خلفك وتأمّلت سلالك بتعرف حجم غلالك. سلالك الملياني هديّة من ألله إلك، قدّمها لألله بشكر وإمتنان وألله بيغنيك، وسلالك الفاضية، وحدها دموع توبتك برحمة ألله من نعمة ألله بتملّيها، ونعمة ألله بتكفيك.
كلّ ثانية هي نقطة من الأبديّة إذا عبّيتها من ألله.
ما تخلّي العالم يخطف سلال عمرك بتبقى سلالك فاضية، وبتتكدّس خلفك كوم قشّ بيحرقها الزّمن وما بيبقى منها شي.
ما تدخل بحوار مع الشيطان، إنهي حديثك معو قبل أول كلمة، خلّي حوارك دايماً مع الله.
حدول سطحك بعد كلّ شتوي وقبل الدّلف، لأنّو إذا تكاسلت بتجي العيانات الكبيرة والطوف والثلج وبتتسرّب الميّ للوصالي وبينهار السّقف على راسك وراس أهل بيتك.
وقدّ ما تكون التّجربة مغرية ما بتبرّر الخطيّة.
عبّوا عمركم من محبّة الله وقدّسوا الزمن اللي إنتو فيه، غلّتكم بتكون حرزانة ومونتكم دايمة. وحدو سيّد الزمن بيقدر يعبّي الزمن. وحدو ربّ الحصاد والغلال بيقدر يملّي سللكم. قدّمولوا سلاّتكم بتكتر غلاّتكم.