الإختبار الأول
قبل البدء كانت المحبة، بالمحبة كان كلّ شيء، ولولا المحبّة لما كان شيء ممّا كان منذ الأزل أو ممّا هو الآن أو ممّا سيكون إلى الأبد.
في أساس البدء كانت المحبّة، قاعدة الكون وقانونه ونظامه هي المحبة، وفي نهاية كل شيء لن يبقى إلاّ المحبة وكل ما هو خارج المحبة زائل.
ألله محبة. ألله حقيقة. ألله هو المحبة الحقيقية. عالم الله عالم المحبّة هو عالم الحقيقة ولا حقيقة خارج المحبة.
لا يحقّق الإنسان ذاته إلاّ بالمحبّة، ولا يدرك الإنسان الحقيقة إلا في عالم الله.
الإنسان ينتمي إلى الله، هو إبن المحبة، إبن الله وموطنه الحقيقي عالم الله.
لعالم الله طريق، والطريق هو المسيح.
المسيح هو حقيقة المحبّة المتجسّدة، هو الإعلان عن حقيقة الحياة، وهو الطريق الى عالم الله.
كل إنسان خلال رحلته عابراً هذا العالم إلى العالم الآخر، مدعوّ لسلوك هذا الطريق.
ومثل كلّ رحلة في هذا العالم، على الإنسان، في رحلته إلى العالم الآخر، أن يتزوّد بزوادة ويتسلّح بسلاح:
الزاد الوحيد لهذه الرحلة هو المحبّة.
والسلاح الوحيد هو المحبّة.
هذه المحبّة لا تكون إلا شاملة لكلّ البشر، بدون مقابل، بلا حدود وبلا شروط.
هكذا يحبّكم الله، فأحبّوا بعضكم بذات المحبة، بمحبّة الله.
لا يستطيع الإنسان أن يعطي هذه المحبّة من ذاته، بل أن يستمدّها من الله، بيسوع المسيح، ليمتلئ منها روحاً.
وذلك يكون بالصلاة.
بالصلاة وحدها تُستمدّ المحبّة من الله الآب، نبع المحبّة، بواسطة الله الإبن يسوع المسيح المحبّة المتجسّدة، وهذه المحبّة هي روح الله في الإنسان.
صلّوا لتستمدّوا هذه المحبّة، لتحبّوا كلّ البشر دون مقابل، بلا حدود، بلا شروط، كما يحبّ الله، فتكونوا أبناءً لله.
من قلب الله خرج الإنسان وإلى قلب الله يعود.