ريمون ناضر – اختبار الله
ريمون ناضر شاب لبنانيّ متزوج أب لثلاثة أولاد.
من مواليد الغينة 1961، تلقّى دروسه في جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين، حيث حصل على شهادته في الهندسة.
سافر إلى بريطانيا حيث كان باحتكاك يومي مع أحدث النظريات العلميّة. ولكنّه ما لبث أن عاد إلى لبنان ليكون مع أهله وأبناء وطنه في أيامهم العصيبة...
من صغره وقصة الخلق والكون وسبب الوجود تشغل باله. منذ عام 1985 راح يدأب على الصلاة والخلوات المتكررة. وكان يأخذ فترات رياضات روحيّة طويلة، فيقصد ليلاً أمكنة هادئة يقضي فيها أوقات تأمل وصلاة ومن هذه الأمكنة محبسة مار بطرس وبولس في عنايا حيث أمضى القديس شربل ثلاثة وعشرون عاماً حبيساً.
سنة 1994، بدأ رياضته الروحيّة في 5 أيلول، وكان المكان المناسب محبسة عنّايا.
ففي ليل 9-10 تشرين الثاني قصد ريمون المحبسة وبحوزته الإنجيل وخمس شمعات، وإذ كان يصلّي أمام المحبسة وعلى ضوء الشمعات الخمس شعر فجأة بتغيّر في الطبيعة حوله فاشتدّ الهواء وأصبح ساخناً لدرجة جعله يخلع الكنزة الصوفية اذ كان الجو في عنايا بارداً جداً. ووسط هذا الهواء الساخن لم تتحرك شعلات الشمعات الخمس... فظنّ في البدء أنه يحلم... وأصبح في عالم آخر، وسط نور جبّار رهيب، نور رائع سلس دون لون يشبه الكريستال الصافي ويحيط به من كل مكان وشعر بحضور كان يحدثه بطريقة غريبة دون صوت، دون لغة، دون كلام لكن بوضوح مذهل. دخل باختبار لم يعرفه من قبل... طبع حياته وحوّل مسارها، ووَجَدَ على أثره آثار أصابع يد يمنى خمسة أصابع مطبوعة بشكل حرق وهي ليست بحرق على زنده الشمال..
منذ تلك الليلة مرّ على ريمون حتى الآن اكثر من 25 اختباراً في عنّايا... وفي كل اختبار يؤتمن على رسالة يعطيه إياها في أغلب الاختبارات راهب محاط بالنور يلبس ثوباً اسوداً ويغطّي رأسه وجبينه بإسكيمه وهو القديس شربل...
يختصر جوهر الرسائل التي سمعها ريمون حتى الآن كما يلي:
وهذه لمحة عن مضمونها..
في الاختبار الأول، أدرك ريمون أن " العالم الآخر موجود وهو عالم حقيقي، لا بل هو عالم الحقيقة الحقّة : في عالمنا يدرك الإنسان حقيقة جزئيّة.. كل إنسان مدعو لتحقيق ذاته الحقيقيّة بالوصول الى عالم الربّ... للوصول إلى ذلك العالم هناك طريق وحيد واحد أوحد لا غير وهو يسوع المسيح... الزاد الوحيد الذي يجب أن يتزوّد به الإنسان السلاح الذي يجب أن يتسلّح به هو المحبّة دون مقابل ودون حدود ودون شروط..
ولكن الإنسان لا يستطيع أن ينبع من ذاته كل تلك المحبّة، لكنّه يستطيع أن يتقوّى ويستمدها من نبع المحبة الصافية: يسوع المسيح المحبّة الإلهيّة المتجسّدة، عن طريق الصلاة والالتزام بالمسيح والأسرار المقدّسة.
في الاختبار الثاني رأى القديس شربل ماشياً أمامه، أثناء مسيرة الصلاة.
عندما اقترب منه قال له: "ليش البشر نازلين نزول، درب الربّ طلوع.. ثم أخذ يصف له حالة البشر المحمّلين بأثقال وأعباء كثيرة..." المكبّلين بحبال وقيود بينمو وبيربو فيا واكثرهم بيموتو فيها.." ثم شبّه له الإنسان بالقنديل الذي نستعمله في الظلام للإنارة. "إنما الناس اليوم بدل أن ينظّفوا زجاجات قناديلهم لإيصال النور ووقايته، يتنافسون على إبراز جمال هذه الزجاجات فتصبح سميكة، قاسية وتحجب النور. لذلك فالعالم اليوم غارق بالظلام... والقناديل المنيرة أصبحت قليلة وشحيحة".
امّا الرسالة الثالثة، فتدعو للمحبّة والتواضع والصبر لكن جوّها حازم كثيراً وفيها جمل كثيرة تدعو للصلاة: "ازرعوا الأرض صلاة وبخّور. كونوا رهبان بقلب العالم".. ثم قال القدّيس ان الإنسان في هذا العالم أمام سفن متعدّدة، وكل إنسان يعبر بحار هالعالم بسفينة يلاقي حاله فيها.. وهناك سفينة الربّ: خشبها متين، أشرعتها متينة وقبطانها مليء حكمة وشجاعة ومحبّة. هالسفينة بتعبر البحار العميقة وبتواجه العواصف والموج العالي. السفر فيها مش مريح لكن وصولها أكيد. اثبتوا على سفينة الربّ وثبتوا إخوتكن معكن.."
في المرّات التالية للاختبارات الثلاثة الأولى، تُختصر منها نقاط أساسيّة في الحياة المسيحيّة:
الصليب، الكنيسة، الإنجيل، والقربان المقدّس.
الصليب : "أعظم علامة، هو علامة محبّة اله الكون إلكن. علامة محبّة مش علامة تحدّي. نور الصليب بدّو يشّع على كل العالم".
الكنيسة : "الخلاص الوحيد للعالم بالكنيسة. ما في خلاص خارج الكنيسة. أمواج الشر رح تتحطّم على صخرة الكنيسة".
الإنجيل : "أعظم رسالة وأهم رسالة هو كلام الله الحيّ. ما بيزول حرف منّو قبل زوال السما والأرض. جاهل اللي ما بيعرف الإنجيل. قيسو جهلكن ومعرفتكن على قد جهلكن ومعرفتكن للإنجيل".
القربان المقدّس: "أعظم آية هو جسد المسيح الإله الحيّ القائم من الأموات".
تشكّل الرسائل بمجملها مجموعة تأملات بسرّ الله والإنسان وتوصيات لهذا الأخير ترافقه في جميع مراحل مسيرة حياته مع الربّ.