23 شباط - تذكار القديس بوليكربوس اسقف ازمير
عاصر الكثيرين من تلاميذ المسيح وتنصّر على يدهم. تتلمذ للقديس يوحنا الحبيب الذي اقامه اسقفاً على مدينة ازمير.
فقام يسوس رعيته بحكمة وغيرة رسولية، مما جعل يوحنا الحبيب يقول عنه في كتاب الرؤيا: "اكتب الى ملاك كنيسة ازمير: هذا ما يقوله الاول والآخر...لا تخف شيئاً مما يصيبك من التألم... فكن اميناً حتى الموت فسأعطيك اكليل الحياة" (رؤيا 2: 8...).
وفيما كان القديس اغناطيوس بطريرك انطاكية ذاهباً الى روما للاستشهاد، مرّ بمدينة ازمير فذهب بوليكربوس الى ملاقاته وعانقه وقبّل قيوده.
وعندما وقع الخلاف بين كنيسة روما وكنائس الشرق على يوم الاحتفال بعيد الفصح، ذهب بوليكربوس الى رومة لمقابلة البابا أنا كليتوس الذي اكرم وفادته وعقد مجمعاً حضره بوليكربوس واتفق واياه بشأن عيد الفصح، على ان تبقى كل كنيسة من كنائس الشرق والغرب على ما اعتادته قبلاً.
وقد ذكر المؤرخ اوسابيوس في تاريخه الكنسي (ف 24)، ان البابا أنا كليتوس قلّد بوليكربوس ان يقوم بالوظيفة الحبرية نيابة عنه، جهراً في جماعة المؤمنين، وذلك تعظيماً له.
ولما ثار الاضطهاد على المسيحيين قبض والي آسيا على القديس فاستحضره واخذ يحاول اقناعه بأن يكفر بالمسيح ويضحيّ للأصنام. فأجابه: لقد مضى عليّ ست وثمانون سنة في خدمة المسيح، فكيف اكافيه بالجحود وهو ملكي وإلهي؟". فأمر الوالي بأن يحرق بالنار. فقال الشهيد: "ان النار التي تتهددني بها تطفأ، اما تلك التي اعدها الله لتعذيب الاثمة فهي ابدية لا تطفأ".
حينئذ طرحوه في النار فرفع عينيه الى السماء واخذ يصلّي ويسبّح الله فلم تؤذه النار. فطعنه جندي فجرى منه دم غزير اطفأ النار، فآمن كثيرون واسلم روحه في السنة 166، يوم سبت النور. صلاته معنا. آمين.