18 شباط - تذكار القديس لاون الكبير بابا روما
ولد هذا البابا العظيم في روما من أسرة شريفة توسكانية. تثقف ثقافة عالية جمع فيها بين العلوم الدينية والزمنية. جعله البابا سكستس الثالث مستشاراً له. وعلى اثر وفاة هذا البابا سنة 440، انتخب لاون، بإجماع الاصوات، خلفاً له.
وما تسلّم عرش الرئاسة البطرسية، حتى ظهر اسداً (كاسمه) جباراً يدافع عن حق الكنيسة بكل جرأة وعلم وفضيلة.
وكانت رسائله الرائعة تجوب الشرق والغرب وتقضي على البدع التي ظهرت في ايامه، ولا سيما بدعة اوطيخا. وبناءً على طلب الملك مركيانوس امبراطور الشرق، امر البابا بالتئام المجمع المسكوني في خلكيدونية 451، حضره ستمئة وثلاثون اسقفاً نبذوا فيه تعليم ديوسقورس واوطيخا واعتمدوا تعليم البابا لاون وفلافيانوس بطريرك القسطنطينية. وكتب البابا رسالة سلّمها الى نوابه وارسلهم ليرئسوا هذا المجمع باسمه. فكانت تلك الرسالة الشهية دستوراً في العقائد الدينية. فلما قرئت، هتف الآباء المجمع بصوت واحد: ان بطرس تكلم بفم لاون. وارسل الآباء المجتمعون كتاباً الى البابا يقولون فيه: "انت الذي رئستنا، كما يرئس الرأس سائر الاعضاء".
ولما جاء آتيلا ملك الهون، زاحفاً بجيوشه على البلاد الايطالية، تمكّن البابا لاون، بسياسته وحكمته الرشيدة، من ايقاف ذلك الزحف الهائل، وانقذ البلاد من الخراب والدمار.
وفي السنة 459، نهى عن الاعتراف جهراً، واوجب الاعتراف السري. وهو اول من سعى في اقامة سفراء للاحبار الاعظمين.
وبعد ان انهى هذا البابا العظيم حياة مليئة بالاعمال المجيدة، انتقل الى المجد الابدي في 4 تشرين الثاني سنة 461.
ولا بد ان نذكر هنا بالفخر ان رهبان ابينا مار مارون، قد امتازوا هم وشعبهم، بتعلقهم بتعليم المجمع المسكوني الخلكيدوني وبرسالة البابا لاون الشهيرة الآنفة الذكر حتى خصّوا بها ودعوا "خلكيدونيين". وقد سجلت تلك الحقيقة التاريخية دماء الثلاثمئة والخمسين شهيداً. لمناضلتهم عن ذلك المجمع وعن تمسكهم بتلك الرسالة البابوية. صلاة القديس لاون تكون معنا. آمين!