العدل والرحمة
جرت أحداث هــذه القصة فى نيويـورك عندما كان حاكماً يدعى "لاجارديا" كان مشهور بالحزم والعدل والإنسانية أيضاً، ذات يوم وقف أمامه رجل عجوز متهم وهو يسرق رغيــف خبز... وكان الرجل يرتجف خوفاً ويقول: أنه أضطر ليسرق الخبز، لأنهكان سيموت جوعاً، وقال له الحاكم:
"أنت إذاً تعترف أنك سارق وأنا لذلك أعاقبك بغرامة 10 دولارات، وساد المحكمة صمت مليء بالدهشة - قطعه الحاكم بأن أخرج من جيبه عشرة دولارات أودعها فى خزينة المحكمة... ليجمع فى ذلك بين العدل والرحمة... ثم خاطب الحاضرين وقال: هذه العشرة دولارات لا تكفى بل لابد أن يدفع كل واحد منكم عشرة دولارات لأنه يعيش فى بلدة يجوع فيها رجل عجوز ويضطر أن يسرق رغيف خبز ليأكل... وخلع القاضى قبعته وأعطاها لأحد المسؤولين فمرّ بها على الموجودين وجمع غرامتهم التى دفعوها عن طيب خاطر وبلغت 480 دولار أعطاهم الحاكم للعجوز مع وثيقة اعتذار من المحكمة...
حقاً يا أخوتى إننا نريد محبّة عملية ولو بغير كلام لأن الكلمات حينئذ ستصبح كقول الرسول "نحاساً يطن أو صنجاً يرنّ".
إن من أقصى الطعنات التى توجه إلى قلب المحبة، هى أن نتوقف عند حدّ المحبّة بالكلام.
إن الشمس لا تتكلم إطلاقاً على إنارتها للعالم ولكنها فى صمت تعطى نورها كل يوم...
والشمعة لا تتكلم عن إحتراقها وذوبانها كى تضئ للغير، لكنها ستفعل ذلك فى صمت...