مريم، أمّ المسيح، أمّ الكنيسة
من القدّيس أوغُسطينُس (430 - 354).
ذاك الذي هو ثمرة عذراء قدّيسة واحدة يُعتبر مجد وشرف العذارى القدّيسات الأخريات كلُّهنّ؛ فإنّهنّ، مثل مريم، أُمّهات المسيح، إن عمِلْنَ بمشيئةِ أبيه. يظهر مجد وفرح مريم بصفتِها والدة يسوع المسيح خاصّة في كلام الربّ: "لأنّ مَن يعملُ بمشيئةِ أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمّي" (متى12/ 50).
هكذا، يشير إلى القرابة الروحيّة التي تربُطُه بالشعب الذي كان قد افتداه. إخوته وأخواته هم الرجال القدّيسون والنساء القدّيسات الذين يشاركونَه في الميراث السماويّ. أمُّه هي الكنيسة جمعاء، لأنّها ولدَتْ أعضاء يسوع المسيح، بنعمة الله، أيّ الذين هم أُمناء له. تبقى أمّه تلك الروح القدّيسة التي تعمل بمشيئةِ أبيه والتي تَظهَر رحمتُها المثمرة في "أولئك الذين تتوجّعُ بهم مرّةً أخرى في مثلِ وجعِ الولادة حتّى تتكوّنَ فيهم صورةُ المسيح" (غل4/ 19)...
مريم هي بالتأكيد أمّ أعضاء جسد المسيح، أيّ أمّنا نحن، لأنّها ساهمت، برحمتِها، في ولادة المؤمنين في الكنيسة، الذين هم أعضاء هذا المعلِّم الإلهي، الذي هي حقًّا أمُّه بحسب الجسد.