"المَجد الذي سيتَجلّى فينا" (رو8/ 18)
القدّيس لاوُن الكبير (؟ - نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة
العظات، العظة 51
أخذ يسوع بطرس ويعقوب وأخاه يوحنّا إلى جبل عالٍ، وأظهر لهم شعاع مجده. فحتّى لو فهموا أنّ عظمة الله تكمن في شخصه، كانوا يجهلون أنّ جسده الذي شكّل وشاحًا لألوهيّته، كان يشكّل جزءًا من قوّة الله. لهذا السبب، وعد الله بصراحة تامّة، أيّام قليلة قبل ذلك، بأنّ عددًا من تلاميذه لن يموتوا قبل أن يروا ابن الإنسان يدخل إلى ملكوته، أي في شعاع المجد الذي كان يليق بشكل خاصّ والطبيعة البشريّة التي أخذها على عاتقه.
كان الهدف الأساسيّ من هذا التجلّي إزالة عار الصليب من قلب التلاميذ لئلاّ يعكّر إذلال الآلام التي عانها يسوع اختياريًّا إيمان مَن رأى عظمة الكرامة المخفيّة. ولكن، كان التجلّي يبني في كنيسة يسوع الأمل الذي يهدف إلى دعمها، بطريقة يفهم فيها أعضاء جسد المسيح ما هو التغيير الذي قد يحدث يومًا ما فيهم، بما أنّهم كانوا مدعوّين للتمتّع بتلك العظمة التي رأوه تشعّ في رئيسهم.
وفي هذا الصدد، قال الربّ بنفسه، متكلّمًا عن عظمة مجيئه: "والصدّيقونَ يُشِعّونَ حينَئذٍ كالشّمسِ في مَلَكوتِ أبيهم" (متى13/ 43). كما أكّد بولس الرسول الأمر نفسه حين قال: "وأرى أنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تُعادِلُ المَجدَ الذي سيَتَجَلَّى فينا" (رو8/ 18). وفي مقطع آخر: "فإذا ظَهَرَ المسيحُ الذي هو حَياتُكم، تَظَهَرونَ أنتُم أيضًا عِندَئِذٍ معَه في المَجْد" (قول3/ 4).