"الحصاد كثير... إذًا، صلّوا كي يرسل المعلّم الفعلة"
قراءة من القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (407)
يخرج المزارع إلى الحصاد بحماسة وفرح، غير مبالٍ بالمتاعب والصعوبات. يسرع إلى العمل وكأنّ المحصول أصبح جاهزًا. يركض نحو حصاده السنوي. يبدو أنّه لن يواجه أيّ عائق أو مشكلة في المستقبل: لا أمطار غزيرة، لا برَد، لا جفاف، لا مجموعات من الجراد الفتّاك. ذاك الذي يستعدّ للحصاد لا يخشى شيئًا من هذا كلّه. لذا، يقيم الحصّادون حلقات الرقص ويبتهجون بعملهم.
هذا ما عليكم القيام به، أيّها الرسل. يجب أن تذهبوا إلى أقاصي الأرض بحجّة أقوى وبفرح أكبر. الحصاد هو العمل؛ إنه يقدّم تسهيلات كثيرة ويعطينا محاصيل جاهزة. يكفي أن نتكلّم، لا داعي للتعب. قال الربّ: "امنحوني لسانكم وسترون الثمرة الناضجة تدخل إلى المخزن الملكي".
ثمّ أرسلهم قائلاً: "وها أنا معكم طوال الأيّام، إلى انقضاء الدهر" (متى28: 20). هو الذي كان يسهّل كلّ شيء صعب. قال النبيّ: "إنّي أسير قدّامك، فأقوّم المُعوَجّ" (أش45: 2). وقد أدرك الرسل هذا الكلام فيما كان المسيح يمشي أمامهم ويسهّل لهم الطريق.