مريم أم الكنيسة الناشئة
(قراءة من البابا يوحنا بولس الثاني)
بعد أحداث القيامة والصعود، دخَلَت مريم العليّةَ معَ الرسلِ بانتظارِ العنصرة. فكان حضورها حضورَ أُمَ الربِّ المُمَجّد. لم تكُنِ السابقةَ في "مسارِ إيمانها"، والحافظةَ الأمينةَ لاتّحادها بابنها حتى الصليب فحسب، بل كانتْ أيضاً "أمَةَ الرَبِّ" التي أبقاها ابنُها أُمّاً في حضنِ الكنيسةِ الناشئة: "هذه أمُّكَ!". وهكذا نشأت علاقةٌ خاصّةٌ بينَ هذه الأمِ والكنيسة، فالكنيسة الناشئة كانت ثمرةَ صليب ابنها وقيامته. ومريمُ التي اعطَت، منذُ البدء، نفسها، بغير تحفّظٍ، لشخصِ ابنها وعملِه، لم يكُن يسعُها إلاّ أن تُفيضَ على الكنيسة، منذُ البدء، هبةَ الأمومة، هبةَ ذاتها. وبعدَ ذهابِ ابنها، تبقى امومَتُها في الكنيسة وساطةً أموميّة؛ تشفَعُ الأمُّ لكُلِّ أبنائها، فتشاركُ في العملِ الخلاصيّ، عملِ ابنها، فادي العالم. يقول المجمع: "إنّ أمومةَ مريمَ ستستمرُّ في تدبيرِ النعمة بغير انقطاعٍ حتى يبلُغَ المُختارونَ الكمالَ النهائي".
(أم الفادي 40).