"اذهب فصالح أخاك"
القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 211
يا إخوتي، لا تدعوا الخلافات تدوم بينكم، فهذا زمن مقدّس [زمن الصوم]... ربّما تقولون في أنفسكم: "أنا أريد السلام، لكنّ أخي هو الذي قام بإهانتي... وهو لم يطلب منّي المغفرة". ما العمل إذًا؟... يجب أن يتواجد بينكما أصدقاء مشتركون محبّون للسلام... أمّا أنت، فكن مستعدًّا لتسامح؛ كن مستعدًّا تمام الإستعداد لتغفر له خطأه. إن كنت مستعدًّا لتغفر له خطأه، فهذا يعني أنّك غفرت له.
يبقى عليك أن تصلّي: صلِّ له كي يطلب منك المغفرة لأنّك تعلم أنّه ليس جيّدًا له ألاّ يفعل ذلك. صلِّ لأجله إذًا...؛ قل للربّ: "يا ربّ، أنت تعرف أنّي لم أخطئ إلى أخي... وأنّ ما فعله إنّما يضرّ به؛ أمّا أنا، فمن كلّ قلبي أطلب إليك أن تسامحه".
هذا ما عليكم القيام به لتعيشوا بسلام مع إخوتكم... لكي تعيشوا الفصح بصدق، ولكي نتمكّن بصدقٍ أيضًا، من الإحتفال بآلام مَن لم يكن مدينًا بشيء لأحد إنّما سدّد الديون عوضًا عن المدينين... إنّه الربّ يسوع المسيح الذي لم يُخطئ لأحد، والذي أقلّ ما يُقال عنه إنّ العالم كلّه قد أخطأ إليه. هو لم يفرض أيّة عقوبات، بل أتى بمكافآت كبيرة... إنّه هو الذي نأخذه شاهدًا على قلوبنا: إذا أخطأنا إلى أحد علينا أن نطلب المغفرة؛ وإن أخطأ إلينا أحد علينا أن نكون مستعدّين لكي نصليّ لأعدائنا.