"اتبعاني، أجعلكما صيّادي بشر"
قراءة من القديس يوحنا الذهبي الفم.
يا له من صيد عجيب للمخلّص! انظروا بإعجاب إلى إيمان التلاميذ وطاعتهم. كما تعلمون، فإنّ صيد السمك يتطلّب انتباهًا متواصلاً. غير أنّهم سمعوا في منتصف عملهم نداء يسوع، فلم يتردّدوا لحظة ولم يقولوا: "دعنا ندخل إلى المنزل لنكلّم أقاربنا". كلاّ، بل تركوا كلّ شيء وتبعوه، كما فعل أليشاع مع إيليّا (1مل19/ 20). هذه هي الطاعة التي يطلبها المسيح منّا، بدون أيّ تردّد، حتّى لو كانت تضغط علينا أمور ملحّة أكثر ظاهريًّا. لذا، عندما طلب شاب أراد أن يتبعه أن يدفن أباه، لم يدعه يفعل حتّى ذلك (متى8/ 21). أن نتبع يسوع وأن نطيع كلامه هو واجب يسبق الواجبات الأخرى كلّها.
قد تقول لي إنّ الوعد الذي قطعه عليهم كان كبيرًا جدًّا؟ لهذا السبب، أنا معجب بهم للغاية: في حين لم يكونوا قد رأوا بعد أيّ معجزة، آمنوا بوعد كبير كهذا وتخلّوا عن كلّ شيء ليتبعوه! هذا لأنهم آمنوا بأنهم يستطيعون أن يصطادوا بعضهم البعض بالكلام نفسه الذي اصطادهم به.