موضوع مع الخوري جوزيف سلّوم

Friday, 31 May 2013
عنايا

 التقت عيلة مار شربل في 31 ايار في عنايا وسط زمن العنصرة وختام الشهر المريمي. وكان لقاء هذا الأسبوع مع الخوري جوزيف سلّوم للتعليم والإحتفال في القداس الالهي.
مما قال في وقت التعليم:
..."زمن العنصرة زمن مسيحاني، زمن حلول الروح القدس، زمن فيض الروح. الروح الذي نحن بحاجة إليه. مريم نالت فيض الروح منذ البشارة، ونحن يجب ان نكون مثل مريم بإنقياد للروح وبالطاعة له.
"لقد شاء أب المراحم أن يكون التجسد مسبوقاً بقبول" (المجمع الفاتيكاني الثاني). "شاء ان يتجسّد بالأم المعدّة مسبقًا". وكما أن حواء أسهمت بعمل الموت، حواء: أي أم كل حيّن، وذلك عندما رفضت وعصت، دخلت كل المشاكل إلى الحياة... مشاكل المعصية الكبرى، الإبتعاد عن الله. عندما يغيب الحبّ يأتي الإتّهام. حواء وآدم اتهما بعضهما البعض، وأصبح الإثنان مع الحيّة وعاشا بخدعة الثمرة الكاذبة التي عطّلت البشريّة... مريم هي حواء النعمة، آدم الجديد يسحق رأس الحيّة ويحرّر من اللعنة بقوّة الحبّ بالتضحية الكاملة على الصليب.
البيت هو مكان اللقاء مع الله حيث هناك اختبارات الحياة. باب بيت الله اسمه مريم. البيت الأول هو البشارة، الإقامة فيه بالاصغاء والصمت، من الناصرة من بيت الناصرة بدأت كل القصة. مع الملاك الذي دخل الى البيت، وإلى داخل الانسان هناك يبدأ البيت...
البيت الثاني هو بيت النبوءات – زيارتها لاليصابات. خدمة مشروع الله. انطلقت مسرعة، حملت كلمة الله، باركت كل الأماكن التي زارتها خلال الثلاثة أيام للسفر. حملت النعمة والبركة إلى الجميع. ونحن يجب ان يكون بيتنا بيت النبوءات. مريم خَدَمَت بمجانية بدون حدود وبدون شروط وبدون مقابل...
البيت الثالث، بيت مع يوسف، بيت ملؤه المحبة والثقة. العيش مع مريم في بيتي، آتي بها إلى منزلي, الى داخلي... يوسف مثال الصامت المتأمل.
البيت الرابع، مع المجوس، بيت للسجود والصلاة، للعبادة. الكنيسة. نربط بيوتنا بالكنيسة. العطاء: نعطي كما أعطى المجوس.
البيت الخامس: بيت الثلاثون سنة في الناصرة، بيت الإمتلاء من الحكمة والنمو بالنعمة، بيت مرتبط بالكنيسة، بيت للطاعة والمحبة، بيت الحفظ والتأمل في القلب...
البيت السادس: بيت الخمر بيت العرس، بيت حضور يسوع ومريم والرسل. بيت الفرح، بيت المبادرات، بيت للتشفّع والتضرّع. مريم طلبت من يسوع، تشفّعت. أيضًا بيت للطاعة: طاعة الخدم.
البيت السابع: بيت كسوف الشمس، صليب يسوع، الوقوف تحت الصليب. الوقوف بوجه كل الصعاب والحدّيات، بيت الامتلاء بالروح القدس. العليّة: بيت الاجتماع بروح واحدة... كلقاءاتنا في عنايا... وغيرها بيت مفتوح للجميع...
وعند الساعة الثامنة احتفل الخوري سلّوم بالقداس الالهي، ومما قال في عظته:
نقدم في هذه الذبيحة الإلهية كل فشلنا وضعفنا، كل وجعنا وقلقنا وتعبنا، كل ما هو حلو وغير حلو نضعهم على مذبح الرب، لكي نجدّد حياتنا ونأخد قوة ونعمة من اللقاء مع الربّ.
نحن نعيش في وسط العالم، أمور كثيرة وألم كثير يحدث. لماذا؟
لأننا ما عدنا نتكلّم مع الله صرنا نتكلم مع الحيّة التي هي رمز للمجرّب. الإنسان ينخدع بقطف الثمرة الكاذبة ولا يذهب إلى الثمرة الحقيقيّة. وهي القربان والإنجيل.
نحن بحاجة إلى روح جديدة تعصف بالعالم، نبحث، متل إبراهيم، على رجل بارّ يغيّر الدنيا. نحن بحاجة إلى أشخاص تعيش هذه الروح الجديدة، بحاجة لأن يعود هذا الزمن ويصير زمناً لله. ولا نترك روح العالم يؤثر علينا. الروح القدس الموجود منذ البدء يرفرف على المياه: روح الحب، روح القداسة، روح الكمال، الروح القريب. يجب أن نضع في ذواتنا هذا الروح، روح الله، هذا الروح يزرع حياة، يحيي، بعكس الموت، هذا الروح الذي نؤمن به هو روح الحق، ينفخ فينا روح النبوءة ونكون فمّ الله في العالم نقبل الروح لنكون أبناء الله أينما كنا. هذه الشهادة أنا مدعو أن أعطيها في قلب العالم. مريم هي هذا الإنسان الممتلئ من روح الله من البشارة إلى لعنصرة. في ختام شهر أيار لا تنسوا أن تأخذوا مريم إلى بيوتكم (قلوبكم)، تشبهوا بها وكونوا مثلها ومثل القديس شربل الذي كان مغرماً بمريم...
نصلي كي يفتح الروح القدس قلوب كل الناس، يتغير الزمن ونصير ممتلئين، مغرومين بمريم نأخدها إلى بيوتنا وأشغالنا وكل الأماكن التي نتواجد فيها، حاملين روح الرب المحيي الذي يجدد كل العالم هو الذي قال أنا غلبت العالم... آمين.