الجمعة 24 أيار 2013
التقت عيلة مار شربل كالعادة يوم الجمعة 24 ايار 2013 في زمن العنصرة زمن الروح، في عنايا.
لقاء هذا الاسبوع كان مع الخوري جورج داغر الذي أعطى التعليم عند الساعة السابعة والربع. وكان موضوعه عن الروح القدس. ومما قال: ..."أنا بحاجة لروح الله لأعرف الله، لا يُفهم تدخل الله في تاريخ البشرية إلا من خلال إلهام الروح، والإنصياغ للإلهام والمغامرة..
يقول القديس بولس: أرسل لنا الله روح ابنه ليصرخ فينا أبّا أيها الآب...
الله خالقٌ قديرٌ رحيمٌ سرمديٌّ أبديٌّ، لكن مَن يقدر أن يقول أن الله هو آب، إلاّ المسيحي المؤمن. ولكي أفهم أن الله الآب خلق كلّ شيء لنا، لنكون أبناءً وليس عبيداً، فنحن إذاً بحاجة للروح القدس لنعرف، لأنه بيننا وبين الله فرق كبير... فالذي عنده روح الله يعيش مغامرة الإبن مع الاب، والذي ليس عنده الروح يبقى غريبًا. لنفهم ان الرب يسوع أخٌ لنا والله الآب أبٌ لنا. نحن علينا ان نتجاوب مع إلهامات روحه فينا.. فالروح هو الذي يحركنا لنؤمن. حتى في حياة يسوع على الأرض كان الروح يحرك الذين يأتون إليه يطلبون منه، فكان يلهمهم أن الجواب عند يسوع... بالروح نختبر أن يسوع هو الكلمة الخلاصية، الروح يدخلنا بمغامرة مع يسوع. الكلمة صار جسداً، هكذا يقول القديس يوحنا، إلهنا حيّ، الكلمة تصل الينا بطريقة شخصيّة بالروح القدس في الكنيسة من خلال الأسرار. فالأسرار تعني القداسة وتنقل القداسة. بالأسرار يتحقق وعد الله للبشريّة.
نحن كمعمدين مميّزون، ليس أننا افضل، لكننا مميّزون لنكون شهوداً، مميزون لنحمل مسؤولية الشهادة. نحن اصبحنا سكنى الروح والروح يقودنا ومن خلالنا ينكشف لمَن هُم في الضياع والجهل... هذه مسؤوليتنا....
وبعد التعليم احتفل الخوري داغر بالقداس الإلهي في أسبوع العنصرة، ومما قال في عظته: "يا فيليبس، مَن رآني رآى الآب، يسوع يدعو بشكل واضح أن نؤمن به، هو من لدن الآب، يسوع يستعمل قوته الإلهية الشفائية والخلاصية لنؤمن انّه المخلّص الأوحد للبشرية.. يسوع لا يقبل مساومة، هو المولود من الاب قبل كل الدهور، كل ما عمله شفى، اقام الموتى، اجتزح المعجزات... ليعبر عن حضور الله، ويعلن انّه المخلّص الوحيد، والشافي الاوحد لآلام البشر، وهو يطلب من الإنسان ان يستسلم له بشكل مطلق لكي يواصل من خلاله عملية الخلاص، من خلال الإنسان في التاريخ، هو لا يقبل ان نحبه بشكل جزئي، لهذا يقول: من أراد أن يتبعني يحمل صليبه ويترك كل شيء ويتبعني، يترك أمه وإخوته وأهله ليستحق أن يكون لي تلميذاً. لا أحد يحقق فعل الخلاص غيره...
بعد القداس تُليَت صلاة المسبحة في كنيسة مار شربل مع العذراء مريم وتأملات حول إنجيل الأحد من وحيّ الروح القدس وزمن العنصرة.