زياح مار شربل
إهدِنا يا شربِلُ حينَ تشتَدُّ الصِعاب
أنتَ حيٌّ نائمٌ أَم دَفينٌ في التُراب؟
بُهِتَ العلمُ ولمْ يستَطعْ ردَّ الجواب!
جودَةُ الخالِق ما لِعطاياها حِسابْ
دلَّكَ الروحُ على سُبُلِ البرِّ العِذابْ
هزَّكَ الشوقُ لها والبراعيمُ رِطَابْ
وهجَ نورٍ للهُدى أمْ غِذاءً وشرابً
زفكَ الله إلى جيلِ جوعٍ وارتياب؟
حُلمُ ليلٍ مُسكِرٌ أفقدَ الجيلَ الصوابْ
طَمَسَ البُهتان في قلبِهِ نورَ الكِتاب
يهتَدي إن زحتَ عنْ دربِهِ الوَعرِ الضّباب!
كُن لنا لَمعَ هُدىً في ليالينا الصِّعابْ
ليسَ لحماً ودماً خَصْمُنا يومَ الغلابْ
مَلَكُ الظلمَةِ لا يتراخى، لا يَهابْ!
نلتَ حظاً لَمْ يَنَل مِثلَهُ أهلُ الثَّواب
سُلَّمُ النُّسكِ بِكَ ارتفعَتْ فوقَ السَّحابْ
عالَمٌ مَحَّصْتهُ لَم تَجد إلاّ السَّرابْ
فمَشَتْ أصداؤُهُ في حناياكَ اضطرابْ
صِحتَ: رَبي! إنني لكَ: دُنيا وشباب!
قلتَها مِن خافِقٍ لذَّهُ الصلبُ وطاب!
رُمتَها مِن قِمَّةٍ! خَتَمَتْ دربَ العذابْ
شربِلُ انظر ما بنا: فوقَ عينينا حِجاب...
تِهنا ربّي هبْ لنا توبَةً قَبلَ الحِساب!