ونؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية . أيلول 2013 - ريمون ناضر
الكنيسة: هي جماعة المؤمنين المعمّدين، كل واحد منّا.هي ليست الاكليروس والمكرّسين فقط. اسسها الربّ يسوع على ارضنا ليخلق الشراكة بين الثالوث والبشر لتشمل كل إنسان. وكل من يدخل في هذا المشروع في شعب الله، هو الكنيسة. هي الجماعة المؤمنة بيسوع، شعب الله الجديد اسسها الربّ يسوع على الرسل الإثني عشر ليتابعوا عمله على الارض. والهرمية هي إدارية للخدمة والتمييز، فكل إنسان هو ابن الملكوت هو قديس في الكنيسة.
السلطة في الكنيسة: الربّ يسوع سلّم السلطة لبطرس، اعطاه مفتاح السماء ولم يعطه لأحد غيره من التلاميذ. نعود إلى أشعيا (اشعيا 22/ 19) مفهوم تسليم السلطة. سلمّ بطرس، الصخرة، بنى عليه كنيسته، وقال له ابواب الجحيم لن تقوى عليها. ويسوع لا يقول كلامًا لا يعنيه هو جدّي. والسلطة مستمرّة الى اليوم، فالكنيسة بحاجة الى رأس على الأرض يكون صاحب القرار، والبابا اليوم على رأس الكنيسة يحفظ وحدتها والافخارستيا.
المفهوم البشري: لا يستطيع أحد أن يستغني عن الآخر، كل إنسان بحاجة لأخيه الإنسان في كل امور الحياة، من اصغرها (مثل حبة الارز). كل شيء يصلنا بتعب الآلاف من البشر من زراعة الى تصنيع الى توضيب... كلّنا مرتبطين ببعضنا البعض.
المفهوم الإلهي: نحن اخوة ويريد الرب ان يدخلنا بشراكة مع الاب والروح القدس. كلنا مرتبطين فيه لنكون واحدًا. إخوة بلا حدود، فالإنسان الضعيف صنع الحدود بسبب تخلّفه. بحسب يسوع لا غريب ولا أجنبي، كل إنسان هو قريبي. كل إنسان يعيش من أجل أخيه الانسان لبناء ملكوت الله. إذًا الكنيسة هي التي تجمع البشرية بالخبز والدم الواحد الذي هو يسوع، هي امتداد لحضور الله على الارض ولن تهدأ إلا عند تتميم مشروع الله: كل العالم كنيسة واحدة، صورة الملكوت على الأرض.
كنيسة واحدة جامعة: كلمة كاثوليكية تعني شاملة اي عالمية. كل مسيحيّي العالم مرتبطين مع بعضهم بجسد واحد. وكل مسيحي هو نعمة كبيرة لأخيه الإنسان. منطق الرب غير منطق البشر، همّ الربّ يجب ان يصير همّي، وهو الإنسان. أفرح مع الفَرِح أحزنْ مع الحزين أقف مع كلّ اخ. والهيكلية هي لحفظ الوحدة والتمييز وصحّة التعليم والأهم الافخارستيا وخدمة الاسرار، وللإدارة ولا بدّ منها لضبط امور الجماعة ولكي لا تقع الكنيسة في الفوضى.
الكرمة والاغصان. كلُّ منّا غصن مغروس في الكرمة التي هي يسوع. الغصن الذي يثمر يقضّبه ليعطي ثمارًا اكثر الى ان نَصل الى الصورة النهائية للملكوت. والذي لا يُثمر يقطعه ويرميه خارجاً. الغصن يأخد ماوِيّته من يسوع. في النهاية تبقى الكنيسة المتّصلة بالكرمة الصورة النهائية الخالية من الشوائب. هذه هي الكنيسة التي "ابواب الجحيم لنْ تقوى عليها". مشروع الله يتحقق بأبناء الكنيسة.
الافخارستيا: الخبز الواحد. هذا ما يجمع الكنيسة. القربان في اي بلد ومكان في العالم، الكنيسة تصنع الافخارستيا والافخارستيا التي تقدسنا تصنع الكنيسة. رائعة هذه السلسلة، شركة القديسين. كل واحد يمد يده للآخر. من الاقدس الى الاقل قداسة الى أخطأ الخطأة. يمدون ايديهم لبعض ويسوع يمسك بالسلسلة، والقديس يشد بالخاطئ. بالخبز الواحد نحن شركاء مع القديسين مع مار شربل، بكل الكرة الارضية. والكنيسة لن تهدأ الا عندما تشترك البشرية كلها بالخبز الواحد. وكل من هو خارج السلسلة ميت.
كلّ واحد منّا هو جمرة من جمرات المسيح في الكنيسة. اهم الفتوحات التي حدثت في العالم هي فتوحات الرسل. وما زالت فتوحاتهم مستمرة لليوم. ونحن مدعويّن بأن نكمّل هذه الفتوحات. لو كنا حقيقة جمرٌ والع سنولع كل الجمر المنطفئ حولنا...
كنيسة مقدسة: الآب قدوس "تكونون قديسين لأني انا قدوس (الأحبار). والابن رأس الكنيسة قدّوس، والروح القدس الذي يعمل بها قدّوس، الكنيسة أي شعب الله هي كالعروس (يعطي أحد الاباء هذه الصورة) التي يلتقط ثوبها الأبيض غبارًا من الأرض، لكن الكرّام سهران ويقطع كل ما هو ملوّثًا.
والكنيسة هي في ديناميكية، صورة حبة الخردل والخميرة في العجين، ديناميكية أي حركة. حبة تكون صغيرة وتكبر، يسوع يدعونا لنذهب الى الارض كلها، ونبشّر.
شركة القديسين تشمل ايضًا الذين انتقلوا عنّا. القديسين الذين يتمتعون بمشاهدة الله، وكل الانفس التي في المطهر. تقول القديسة كاترينا السيانية عنهم أنّهم قصّروا في تعبئة الوقت، الهدية التي اعطاهم الرب. تقول اننا يجب ان نكمل في حياتنا على الارض في الوقت المعطى لنا، ما لم يقدروا هؤلاء ان يعملوا. نكمل ما عجز عنه اخوتنا الخطأة. نساعدهم ليذهبوا لمشاهدة الله.
لا تضيّعوا الوقت، فلنملأ الوقت بما يرضي الله. بصدق واندفاع وبدون كسل. نحن ككنسية بشركة قديسين، نكمل عن بعضنا النقص. نساعد الغصن الذي لا يثمر. كل واحد منّا هو حارس للآخر. كلنا نشترك في كرمة واحدة. كنيسة رسولية أسّست على الرسل.
اذاً أنا في الكنيسة والكنيسة هي انا، عليّ أن اثمر ثمرا جيداً، اقبل ان يقضبني الله لأعطي ثمرًا أفضل. يقول أحد القديسين أن الشر يؤلم الخير ولكن الألم يجعل الخير اخصب. في كرمة المسيح يؤلمُكَ الشر ثم بثباتك تعطي.
النتيجة: نثق ونتأكد أنّ مشروع الله مستمر لا شيء يوقفه. النهاية كرمة بدون شوائب مثمرة كما يريدها الله. كل ما عدا هذه الكرمة زائل. إعمَل كلّ ما عليك في كلّ الظروف. رَبّ الكون يعرف جيدا الأغصان وعندما نتألم نصبح اخصب. دم ودموع المسيحين في الشرق تثمر كثيراً اذا كنا حقيقة مسيحيّين. يسوع هو سيّد التاريخ مشروعه سيتحقق. نحن علينا بأخذ القرار أن نكون في الكرمة جدّييّن وألاّ نكون خارجها.
مراجع للتأمل: اع 2/ 42و40/ 32- اش 22/ 19- متى 16/ 17-20- رو 12/ 5-9- افسس 4/ 1 - 5/ 20 و 25- يو 15/ 1 - 20/ 21-1 قور 12/ 14- 10/ 16 و1/10-13 - 1 بط 2/ 9 - لو 12/ 49
من الإختبارات: كلّ برهة من عمرك سلّة انحطّت قدّامك تتعبّيها من حصادك من قطافك وغلالك، بتبقى قدّامك هنيهة وبتروح وبتصير خلفك وما فيك تردّها للأبد.
صلاة: إلى حمايتك نلتجيء يا والدة الله القديسة، فلا تغفلي عن طلباتنا عند إحتياجاتنا إليك. لكن نجّنا دائماً من جميع المخاطر أيتها العذراء المجيدة المباركة. تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة. لكي نستحق مواعيد المسيح.