الجلـوس
في الرتب، هو موقف احترام، وصلاة، وموقف للقراءة.
يرمز إلى هدوء النفس وإلى التعليم، وإلى الإصغاء، تيمُّناً بما قامت به مريم في الإنجيل: "جلست مريم عند قدمي الربّ تستمع إلى كلامه" (لو 10 : 39)، وإلى التفكير (لو 14 : 28)، وإلى التكليل بالمجد ("إجلس عن يميني..." مز 110 : 1).
دخلت عادة الجلوس في طقوس بيعيّة متعدّدة، نظراً للضعف البشري. ففي القدّاس، أثناء القراءات الطويلة، ما عدا الإنجيل المقدّس الذي يُسمَع ويُتلى وقوفاً، درج المؤمنون على الجلوس.
أمّا في العصور الأولى للمسيحيّة، فكانت الجماعة المؤمنة، شعباً وكهنة، تثابر على الوقوف. ومَنْ يتعب، يرتكز على عكّاز مصلَّب بشكلT التي يُشار بها إلى صليب الربّ، يرتكز عليه وعلى رجائه كلّ مؤمن ضعيف.
ويُستثنى من ذلك جلوس الأسقف عندما يمنح سرَّ العماد الاحتفالي، في الكنيسة اللاتينيّة، وسرّ التثبيت، في الكنيسة الشرقيّة واللاتينيّة، والدرجة الكهنوتيّة، وذلك للتمييز بين سلطة الأسقف وسلطة الكاهن العادي، وعطفاً على همَّة الأسقف المتقدّم بالسنّ وللحؤول دون إجهاده كثيراً في الحفلات الطويلة.
والكاهن نفسه يبقى جالساً عند توزيعه سرّ التوبة لأنّ ذلك يساعد أكثر على الاستماع إلى إقرار التائب.
أدخل المسيحيّون الكراسي والبنوك إلى الكنائس منذ القرن السادس عشر؛ وقد يكون ذلك بتأثير من الإصلاح البروتستانتي الذي يرتكز أساساً على الإصغاء إلى الكتاب المقدّس وإلى الوعظ.
المرجع: الرموز المسيحيّة للخوري ناصر الجميّل