الشــمع
وجد أهل الرموز في مادّة الشمع ما يدلّ على المسيح. فكما أنّ الشمع يُصنع من شهد العسل (والنحلات هي بتولات)، كذلك إنّ الطبيعة البشريّة في المسيح أُخِذت من البتول مريم. وعليه، فإنّ الكنيسة تأمر يإضاءة الشموع عند توزيع جميع الأسرار لتشهد أنّ النعمة الصادرة بقبول الأسرار صادرة عن المسيح الذي هو نور العالم (لو 2 : 32 "نوراً يتجلّى للوثنيّين").
والمسيحيّ، الذي يموت، ترافقه الكنيسة بشموع مضاءة، مصلِّيةً لراحة نفسه، وقائلة: "لتسترح نفسه بالنور الأبديّ الذي هو المسيح".
فشمعة الفصح ترمز إلى المسيح، والخيط الذي يُشعَل في داخلها يرمز إلى "روحه"، والشعلة ترمز إلى ألوهيَّته.
والشمع هو أيضاً رمز للروح القدس. وإضاءة الشموع أمام القربان، أو في المزارات أو أمام تماثيل القدّيسين هي علامة تقوى، وترمز إلى تقدمة المؤمن وصلاته المتوهّجة من نور هذه الشموع.
والشمعة هي أيضاً، بحسب عظة البابا بولس السادس إلى رهبان روما وراهباتها، في 2 شباط 1973، رمز للحياة المكرَّسة بالحبّ المشتعل من الآب بالمسيح في الروح القدس. يحترق الشمع بصمت... كما قَلْبُ المكرَّس، الذي لا ينطفئ في اليوم الأخير، يسطع دوماً عند لقائه العروس الإلهي.
أمّا إذا بلغ عدد الشموع سبعاً، فذلك تيمُّناً بمواهب الروح القدس، وبسبع مناور من ذهب شاهد يوحنّا الرسول في وسطها ما يُشبه إبن إنسان، وقد لبس ثوباً ينزلُ إلى قدميه وشدَّ وسطه بزنّار من ذهب" (رؤ 1 : 12 – 13). هذا هو السبب الذي دعا الشمامسة إلى تلحين سبعة طلبات.
وفي عيد دخول المسيح للهيكل، وفي سبت النور، وفي اثنين الآلام، درجت العادة، بحسب البطريرك إسطفان الدويهي على أن يبارك الكاهن الشمع في الكنائس، إذ يستنير المؤمنون بنوره رمزاً للذين كانوا جالسين في ظلمة الخطيئة وظلال الموت.