صلاة البابا بيّوس الثاني عشر لمريم العذراء.
أيّتها البريئة من كل دنس، أمَّ يسوع وأمَّنا،
إذ نحن مأخوذون ببهاءِ جمالكِ السماويّ ومدفوعون بضيقاتِ هذا الجيل،
نرتمي بين ذراعيك، واثقين بأنْ نجد في قلبكِ الكلي الحب،
تحقيقَ أمانينا الحارّة والميناءَ الأمينَ بين العواصف التي تثورُ علينا من كلّ جهة.
رغمَ أنّنا مثقلونَ بالمآثم وغارقون في بحر من الشقاء،
نُشيدُ منذهلين بتلك العطايا الباهرة التي غِناها لا يُحَدّ،
وقد أغدقَها عليكِ الربُّ فوق كلّ خليقةٍ بارّة،
منذ الدقيقة الأولى من الحبل بكِ إلى يومِ انتقالِكِ إلى السماء وتتويجكِ ملكة العالم.
يا ينبوعَ الإيمانِ الصافي،
أَروي عقولَنا من الحقائق الأزلية،
أيّتها الزنبقةُ الفوّاحة بعرفِ القداسة إجذبي قلوبَنا بأريجِكِ السماوي،
أيّتها المنتصرة على الشرِّ والموت، ضعي في قلوبنا بُغضَ الخطيئة...
أيّتها المنتَخَبة من اللّه، أصغي إلى النداءِ الحار الذي يوجّهه إليك كلُّ قلبٍ أمين.
إنحني على جراحاتِنا الأليمة، بدّلي عقول الأشرار، كفكفي دموعَ الحزانى والمظلومين.
أعيني الفقراءَ والوضعاء، أخمدي روحَ البغضِ،
ليّني الطباعَ القاسية، إحرسي زهرةَ العفافِ في الشبّان،
إحمي الكنيسة المقدّسة، إجعلي أن يشعرَ جميعُ الشعوبِ بجاذبية الصلاحِ المسيحي،
ليعرفِ الناسُ باسمِكِ الذي تتوحّد على نغمتِهِ صفوفُ السماوات،
أنهم إخوة، والأمم عائلة واحدة تُشِعُّ عليها شمسُ سلامٍ شاملٍ حقيقي.
فتقبّلي أيّتها الأمُّ الكليّةِ العذوبة طلباتِنا الحقيرة،
واستمدّي لنا عوناً في أن نردّد أمام عرشِكِ،
ونحن متمتّعون بالسعادة معكِ،
ذاكَ النشيد الذي يتصاعدُ اليومَ ضمنَ هياكلكِ:
كلُّكِ جميلة يا مريم، أنتِ فخرُ وفرحُ وشرفُ شعبِنا.
آمين.