ونؤمن بالروح القدس
"ونؤمن بالروح القدس، الرب المحيي، المنبثق من الآب والإبن، الذي هومع الآب والإبن، يسجد له ويُمجّد، الناطق بالأنبياء والرسل"
تموز 2013 مع ريمون ناضر
الروح القدس, الأقنوم المجهول, هو الذي يعمل كل شيء حسن، نعرفه بمفاعيله وثماره، لا نعرف شكله، نحيا به ويسكن فينا دون ان نعي. روح اي ريح، هبوب، حركة، حياة وقوة.
في البدء كانت الارض خالية خاوية، روح الله يرفرف على المياه، وخلق الله الإنسان ونفخ فيه من روحه، فاصبح كائنًا حيًا وبدأ تاريخ البشريّة.
كل ما هو مرتبط بالله ندعوه على اسم الروح: جماعة روحية، رياضة روحية، حياة روحيّة... الروح هو نفَس الله في الخليفة، إمّا ان اكون حيٌّ بالروح او أكون جثّة تتحرّك.
هذا الروح هو الذي نقول عنه "الناطق بالانبياء والرسل" هو الاقنوم الثالث مع الاب والابن، هو الشخص الذي يكمّل عمل يسوع فينا بعد صعوده الى السماء.
يسوع هو ثمرة عمل الروح، الروح هو روح يسوع، فهو بيسوع في بيته، وكل ما عمله يسوع عمله بقوة الروح. الروح نزل في العماد، قاد يسوع الى البريّة... يسوع اسلم الروح. ثم في العنصرة نزل على التلاميد. لو لم تحدث العنصرة لما كان الخلق الجديد. يسوع صُلب، تألمَ، مات وقام. ثمرة موته وقيامته: العنصرة.
بدون الروح من الصعب ان نفهم ما علّمنا يسوع، حتى التلاميذ حينها لم يفهموا. الروح يدخلنا في سرّ الله الذي يعرّف عن ذاته بهذا الروح.
بعد العنصرة، أدرك الرسل حضور الروح فيهم وعمله، متابعه عمل يسوع من خلالهم. ونحن ايضاً بالروح نتابع عمل يسوع، ونفهم اسرار الله. بدون مواهب الروح لا ندخل في سرّ الله.
والايمان بالروح القدس هو الايمان بالكنيسة. فالكنيسة بدون الروح جسم ميت، والروح بدون الكنيسة هواء بدون رئتين. نؤمن ان يسوع حاضر فينا بالروح القدس ويتابع عمله في الكنيسة.
رسالة توصية من البابا فرنسيس إلى الشعوب الذين يتكلمون اللغة العربية: "كونوا حجارة حيّة في بناء الله، لا تسمحوا للضجر واللامبالاة أن يحولانكم إلى حجارة مائته ومميته افتحوا انفسكم الى عمل الروح القدس كي تتحولوا الى حجارة حيّة في المجتمع متحدين بالمسيح حجر الزاوية لحياتكم وحياة الكنيسة."
إن روح الحياة وضعها الله في الانسان، آدم الاول كان نفس حيّة آدم الجديد هو روحاً محيياً.
بالروح القدس الكنيسة اليوم هي حضور المسيح في العالم. الكنيسة هي الاسرار. والاسرار بدون الروح القدس هي "تمثيلية"، فولكلور، فارغة من كل معنى. الروح القدس يحررنا كي لا نغرق في تقاليد ونصير لها عبيداً. فبدون الروح عباداتنا سطحية دون اساس.
كل ما عمله الرسل كانوا ينسبونه للروح القدس، هو موزّع الحب والحياة. وهذه دعوتنا نحن اليوم.
الروح يجعلنا أذكياء، أذكياء بالروح وليس بذكاء العالم. أن نعرف نقرأ سرّ الوجود وأسرار الله، ونضع الحياة في العالم بدل المصالح الخاصة، وليس الذكاء بالقرارات العقلانية التي ينمو فيها الانسان في هذا العالم.أنا لا أستطيع أن أكون سعيداً إلا إذا كان أخي سعيداً، لا أستطيع أن أرتاح وأخي مظلوم. هذا عمل الروح.
بالروح ندخل جميعاً في الشركة مع الآب والإبن والروح القدس. فالروح القدس يُعطينا القوة للإندفاع إلى الأمام، يُحرِّرُنا من الخطيئة. بالروح القدس نفهم التطويبات ونفهم السرّ بذكاء. فنحن لا نستطيع أن نفهم منطق يسوع من دون الروح القدس.
بالروح القدس نحن كالأوعية المتصلة من الاسفل، مفتوحة من فوق على عمل الله، نستقبل ثم نوزع بالتساوي كل ما نتلقاه من عمل الله ونعمه ومواهبه وثمار النعم. الروح يخلق الشركة بين كل العالم.
الشركة تكون كاملة عندما أنفتح على عمل الروح القدس في حياتي، وعندما أخسر هذه الشركة أصبح عضوًا يابسًا. محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس... هذا ما يقوله مار بولس ونردده في القداس. يسوع الكرمة ونحن الاغصان. الغصن الذي ينقطع عن الماوية ييبس.
ما هي علاقتي مع الروح؟ ماذا يقول لي الروح القدس في داخلي؟ لولا الروح القدس لكانت قصة يسوع والتلاميذ وموت يسوع وقيامته شيء من الماضي حدث وانتهى، ولم يعد لي اي علاقة به. الروح القدس لا يعيشني في الماضي بل يعطيني دفعا للأمام، يقول لي فكّ قيودك، تحرّر انطلق الى الامام.
بذكاء الروح نفهم منطق يسوع ونفهم التطويبات. وبهذا الروح نحن موصولين بكل القديسين والابرار، ومنهم القديس شربل. هذه هي روعة الشركة بالروح القدس.
نحن اعضاء بجسد واحد رأسه يسوع المسيح، ندخل بشركة في كل نِعَم الله في كل قداسة القديسين.
وإن خرجت من الكنيسة، خسرت هذه الشركة، اصير عضوًا يابسًا.
فلننفتح على عمل الروح لنحيا، نفك القيود، نتحرر، نحب يسوع نعمل بحسب وصاياه، نبني الشركة بيننا وبين اخوتنا. نتحرر من الخطيئة، نكسر الحواجز، نحب فنكون حقّاً رسل المسيح في هذا العالم.
لن يتوقف عمل الروح القدس في العالم كل الارواح الاخرى تسقط ويبقي روح القدس يعمل في البشرية، ويكمل عمله ليخلق البشرية من جديد.
السؤال: ما هي علاقتك بالروح القدس؟ هل اختبرت عمله في حياتك؟ هل اختبرت أنّه الرب المحيي؟
مراجع للتأمل: يو14/15-20 يو14/28 يو3 / 8 يو16/12-15 يو15/1-7 يو20 /19-22 يو19/30 متى 28/20 متى 4/1 تك 1/2 تك 2/7 أشعيا 44/3-5 1قو 15/45 1قو 1/10 أف 1/17-19 أف 4/11-13غل 4/1-7 غل 5/13-25 روم 5/5 أع 2/9-11 أع 2/1-4 أع 2/14-18 أع 10/44 أع 13/2 أع 15/28.