نيسان 1 - تذكار مريم المصرية التائبة
هي مريم المعروفة بالمصرية. وهي المجدلية الثانية التي من ملخص سيرتها نعلم كم هو عظيم مفعول النعمة الالهية.
في الثانية عشرة من عمرها، أفلتت من بيت ابيها وجاءت إلى الاسكندرية التي كانت في اوج ازدهارها. وهناك نصبت من جمالها الرائع شركاً تصطاد به الرجال والفتيان الاغرار، منغمسة في الاثم سبع عشرة سنة.
وجاءت يوماً إلى أورشليم لحضور الاحتفال بعيد ارتفاع الصليب المقدس، لا للعبادة، بل للتفرج. ولما ارادت الدخول إلى الكنيسة صدتها يد خفية. فحاولت الدخول مراراً فلم تقدر. فعرفت أن آثامها هي التي تمنعها عن الدخول. فلجأت إلى العذراء قائلة: "انت ملجأ الخطأة، فارحميني". وما درت إلاّ وهي في داخل الكنيسة جاثية على قدمي المصلوب، نادمة على جميع خطاياها. ثم مضت إلى دير القديس يوحنا المعمدان فاعترفت بخطاياها، وتناولت القربان الأقدس، وتوغلت في براري الأردن السحيقة، تمارس أفعال التوبة بجميع أنواع النسك والتقشف والصلاة.
وانقضت الأيام والسنون، فمرّ الكاهن زوسيما في البرّية، وإذا أمامه امرأة شاحبة الوجه، كثيفة الشعر الناصع البياض. فأخذت تقص عليه سيرتها. ففرح بها زوسيما جداً ومجّد الله. فسألته أن يأتيها بالقربان المقدس. ثم طلبت بركته وصلاته، وأنصرفت إلى مواصلة جهادها في توبتها. وبعد سنة جاء يفتقدها. فوجدها ميتة ممدّدة على الأرض ووجهها يطفح نوراً وبهاءً. فدفنها وعاد إلى ديره. وكانت وفاتها سنة 521.
صلاتها معنا. آمين.