لا تخف يا زكريا, فقط استجيبت طلبتك
زكريا الكاهن الشيخ وإلصابات الباران، شاخا وهما يصلّيان ويسألان الله أن يحقّق رغبة قلبهما.
وبينما يقوم يقوم بخدمته، يعمل ما تطلبه منه شريعته، أتاه ملاك الربّ يخبره بالخبر السار.
"لا تخف" الربّ استجاب وامرأتك ستلد لكَ إبناً"
لكنّ زكريا الذي صلّى كثيرًا، طالبًا مترّجيّا، خاف، واضطرب. ولم يصدّق. صلّى ولم يؤمن. طلب ولم يثق، سأل وشكّك. كيف هذا ونحنا شخنا.
طبعًا تفكيره تحدّد بالقدرة البشريّة، ولم يثق بعد بالقدرة الإلهيّة.
ونحن نشبه زكريا في مواقف كثيرة، نشبهه بصلاتنا التي تكون أحيانًا سطحيّة، دون رجاء، نصلّي ولا نثق بالقدرة الإلهية التي تفوق قدراتنا الإنسانية، نصلّي ولا نؤمن أن الله حاضر يسمع صلاتنا، نصلّي وكأن الله غائب لن يُجيب.
لكن الله أبدًا لا يغيب، الله حاضر في كلّ وقت، يسمعنا في كلّ حين، ينظر إلينا بحنان ولا نغيب عنه حتى لو نحنُ غبنا. ينقصنا كزكريا أن نثق، أن نؤمن بتدابيره، بحبّة، بعنايته وحضوره. هو حتماً سيعطي كلّ عطاء صالح، هوَ وحده يعرف متى وكيف وماذا، وكلّ ما يعمله هو لخلاص نفوسنا وقداستنا.
أعطى الله زكريا أكثر ممّا طلب، لم يعطِهِ طفلاً عاديّا، بل أعطاه نبيَاً يسير أمام الربّ ويعدّ طريقه، ولأنه لم يصدق، أعطى الله زكريا فرصةً جديدة، صمتًا مقدسًا، يعيده إلى عمق إيمانه، تسعةَ أشهر كافية للصمت والتأمل والغوص في سرّ حبّ الله وحنانه.
يا ربّ، اغفر لنا قلّه إيماننا وثقتنا، قوّنا فلا نملّ الانتظار بل نثق بأنك حاضر، تسمع وتدبّر.
مقصد اليوم: "لا ننسى قدّاس الأحد". نبادر إلى زيارة أحد كبار السن في العائلة الذين لا يستطيعون التنقل.