الحياة الرهبانية - الأب يوحنا وهبه.
(ملاحظة: هذا التعليم منقول عن التسجيل الصوتي، لهذا هو أقرب إلى اللغة العامية).
حديثنا الليلة عن الحياة الرهبانية: يعني جذور المسيحية، وعن الصلاة لأسبوع وحدة الكنائس.
كلنا نعرف كيف بدأت الحياة الرهبانية. هي إنتفاضة، بدأت عندما صعد القديس بطرس الى علية صهيون وتلا عظته. نقرأ في أعمال الرسل أنهم كانوا كثر: وتفطّرت قلوبهم وسألوه ماذا علينا أن نفعل؟ فأجابهم: توبوا واعتمدوا فتُعطَون الروح القدس.
"والتوبة ليست فقط الإقرار بالخطايا إنما هي تغيير السيرة".
- وانطلقت الجماعة المسيحية الأولى التي هي حنين الكنيسة الدائم ( فكل واحد منا اليوم يتأثر ويقرأ الإنجيل ويسأل كيف يجب عليه أن يطبّقه؟ وهذه مشكلة لا ينكرها أحد).
- إذاً، هذه الكنيسة التي أثرت على كل الناس، الذين عاشوا مع بعضهم، لم يكن لأحدٍ شئِ يملكه، ولا أحد كان يأخذ حاجة غيره. عاشوا هذه الشهادة وكانوا مجتمعين مع بعض، يأكلون بغبطة، وكان الروح يساعدهم ويعيشون بكلمة الله والقداس والفرح يشعّ من عيونهم.
- لكن هذه الكنيسة لم تدم كثيراً، فحصل الإضطهاد وأصبح المسيحيون مشردين بالدياميس تحت الأرض وهاربين، وسمّوها الشهادة الحمراء (بالدم).
بعدها أتى قسطنطين الملك، وأعطى للكنيسة حريّتها وصار لها اسمها وأقرّ بالمسيحية، بأنها طائفة من هذه الطوائف، (لأنه ساد في وقتها الحكم الروماني وهو حكم طوائف مثل اليوم، كلّ طائفة لها محاكم شخصية بها ولها حقوق ذاتية لها. يومها كان الناس قد صاروا مسيحيين بدون أي تحضير، ومضى وقت رأى قسماً منهم أن هذه ليست هذه المسيحية الحقيقيّة فعملوا إنتفاضة. أولاً إنتفاضة للحياة التوحدية، ذهبوا الى الصحراء (كمار أنطونيوس) ليعيشوا الشهادة البيضاء، بعدما عاشوا الشهادة الحمراء على أيام إضطهاد نيرون وغيره، ليقولوا أنهم ما زالوا شهداء ولكن بالشهادة البيضاء.
هذه الحياة إستمرّت، وبآلاف الأشخاص الذين كانوا يفتشون عن مسيحيتهم الصادقة. لكن بهذه الحياة كان خطر آخر. فقسم كبير أُعطي القداسة، وقسم منهم صار في خطر لاهوتي حيث أنهم كانوا يظنّون أنهم بالتقشف يستطيعون الوصول الى القداسة، أي أنه لم يعد للنعمة وجود عندهم، صاروا أسياد ذواتهم مثل اليوغا عند الهنود، وصاروا كلهم يتبارون مثلاً بعدد الركعات أو الإماتات... ولكن مع هذا كان بينهم أبرار وأصبح منهم قديسين كثر.
إلى أن أتى أوخوميوس وعمل الحياة الديرية التي هي الحنين الى الحياة المسيحية الأولى، أي عيش الحياة المشتركة مع بعضهم البعض مثل في سوريا وفلسطين، وكان من المؤكّد والطبيعي حصول بعض المشاكل والأخطاء.
نرى أنهّ في نفس العائلة وبين الإخوة تقع مشاكل يوميّة، كيف هو الأمر في الدير حيث يعيش الشخص سنين طويلة مع أناس بعيدين عنه جغرافياً، بعيدين عنه بالمستوى الإجتماعي، بعيدين عنه في كل شيء، فيعيش معهم الأخوّة؟ من يستطيع أن يقدّر هذا؟ فقط الطفل الصغير!
خبرية: كنت مرة بالمعونات، في دير الإبتداء، وأتى طفل مع أهله وسمع الإخوة يقولون لبعضهم "يا خييّ" وكان يعرف أن كل واحد من عائلة مختلفة، ولكنهم يأكلون ويلعبون ويصلّون مع بعضهم ولا أحد يصرخ على الآخر... ذهب الى البيت مع أهله ووقع خلاف بين إخوته، فوقف هذا الطفل وضرب بيده على الطاولة وقال لهم "ما بتستحوا؟" فقالت له أمه "من شو بدهن يستحوا؟" فأجابها: "بالدير، كل واحد جايي من مطرح وبيندهوا لبعضن يا خييّ، وكلّ واحد من عيلة، نحنا من فرد عيلة ومش متّفقين!" بمعنى أنه هناك وجود للآخر.
إذاً هذه الحياة حلّت مع الوقت محل الحياة الفرديّة ما عدا عند السريان فقد وجدوا توافقاً بين الإثنين (لا توجد هذه عند غير رهبانيات) وهي وجود دير ومحبسة. فالذي يجد نفسه قد تقدّم كثيراً ويريد رضى جمهور الدير ويريد أن يبقى تحت طاعة رئيس الدير، يذهب الى المحبسة. ومار شربل كان من هذه الرهبنة.
عند الرهبان الأوروبيين ليست موجودة عندهم دير متوحّد أو دير حياة جماعية.
وأحب أن أقول شيئاً عن هذه الحياة، يعني قيمتها، وقيمتها أنها أصبحت المسيحية، لا يوجد مسيحية وحياة رهبانية، الحياة الرهبانية هي مسلكية وليست دعوة. الدعوة المسيحية هي وحدة، وعندما كُتب الإنجيل بعد المسيح لم يذكر أنه كان هناك رهبان وراهبات، الإنجيل لكل المسيحية وليس لفئة دون الأخرى، والإنجيل نقطة وصول وليس بداية.
من هذا المنطلق، أريد ان أتكلم قليلاً عن الحياة الرهبانية في لبنان:
في لبنان كانت الحياة الرهبانية مميزة جداً، كانت عائلات بأكملها تعمل للدير وتعيش العائلة، مثلاً "مار عبدا" في كسروان لبيت آصاف، طلع منهم كاهن وصار رئيساً عليهم وهم يعيشون معاً، لم يكن لديهم نذورات ولم يكن لهم قانون موحّد، من الأكيد ان الإنجيل وحّدهم ولكن كان لكلّ مكان ما، يميّزه عن الآخر ما عدا لبس الثوب أي الإسكيم.
إن لبس الإسكيم من عمق الحياة المسيحية، لأنه بقول مار بطرس في رسالته الأولى 3/21 عن المعمودية: إذ ليس المُراد منها إزالة أقذار الجسد بل معاهدة الله يضمير صالح بفضل قيامة يسوع المسيح.
لهذا تُعتبر الرهبانية معمودية ثانية، وبقيت كذلك لوقت طويل حتى أتى مؤسسون ثلاثة للرهبنة: عبدالله فرعللي، جبرايل الهوا ويوسف البدال، هم موارنة أصلاً أتوا من حلب، وطلبوا من البطريرك إسطفان الدويهي أن يكونوا رهباناً فقال لهم: أنتم أولاد مدن ولا تستطيعون أن تعيشوا هذه الحياة المتقشفة التي يعيشها الرهبان، فأعطاهم دير مارت مورا في إهدن وذهب عبدالله فرعللي الى دير طاميش وكان يوجد أديرة مزدوجة، يعني كان هناك دير رهبان ودير راهبات وفي الوسط كنيسة، وكانوا متأثرين باليسوعية فوجدوها حياة قاسية، فأتوا عند البطريرك دويهي وعملوا النذورات الثلاث المأخوذة عن الكنيسة اللاتينية: الطاعة والعفة والفقر وكانوا يأخذون التطويبات.
بكى عبدالله فرعللي عدة مرات لأن البطريرك الدويهي لم يكن سيوقّع لهم القانون لأنه يريد ان يضعوا اسم مار أنطونيوس الكبير وهذا القانون متشعّب كثيراً والجميع يعرفه ولكن كل دير عنده ميزة مختلفة، كان يوجد رهبان وأديرة في حردين – المتن – كسروان- الشمال- طاميش ... واقتنع أخيراً البطريرك ان هذا يسبّب إشكالات وعملوا الرهبنة وسنّوا القوانين ووقّعها البطريرك وثبّتتها روما وسمّوها رهبنة معصومة. وهذه القوانين فيها النذورات الثلاث: الطاعة والعفة والفقر.
وهذه مهمة جداً. مار يوحنا في رسالته الأولى 2/15-16 : "لا تحبّوا العالم ولا ما في العالم. إن كان أحدٌ يحبّ العالم، فلا تكون فيه محبّة الآب، لأنّ كل ما في العالم من شهوة الجسد، وشهوة العين، وكبرياء الغنى، ليس هوَ من الآب بل هوَ من العالم".
شهوة الجسد هي نذر العفة.
شهوة العين هي نذر الفقر.
كبرياء الغنى هي نذر الطاعة.
أخذوا هذه النذورات الثلاث القيمة لكي تكون ردّة فعل على العالم كلّه لأن الناس كلهم يملكون هذه الأشياء الثلاثة ويعيشونها، ومشاكلها كبيرة من هنا قالوا: شهوة الجسد، شهوة العين وكبرياء الغنى.
أولاً: شهوة الجسد أي العفة:
إذا فكرت حقيقة بالعمق، لا أستطيع أن أكون إنساناً صافياً، وهذه ليست للرهبان وحدهم بل لكلّ مسيحي! إذا أردت أن أكون إنساناً صافياً، أشعر بأن نعمة تعمل فيّ، أكيد شهوة الجسد التي هي العفة قبالتها، يسمّونه نذر الأبوّة. وهناك فرق بين الأبوّة والولادة. التوالد شيء والأبوّة شيء آخر.
الأبوّة هي شخص يتشبّه بالمسيح، بالأبوّة الإلهية، أنا أستطيع أن أكون أب لكل الناس وأن أكون والد.
هذا هو النقص بالمفهوم الرهباني، في الأديار، أنا أستطيع أن أكون مع كل الناس، وأحب كل الناس ولكن أملك أبوّة وليس ولادة. إذاً، هذا النذر يعطيني ولكل واحد مسيحي يعطيه (هذه ميزة مسيحية)، يأتي وقت يعرف فيه أن يرتفع عن الولادة ويصير أب بالأبوّة.
من هنا، الذي يعيش الحياة الرهبانية جيداً لا يستطيع ان يكون إلاّ أباً؛ يشارك الله في الأبوّة، أب حنون، رحوم، ليس لديه شيء بثمن مثل كل أب في الدنيا، إلاّ أنه يساعد الثاني ويكون بجانبه ويعطيه الفرح بحياته.
وعند الراهبات هناك الأمومة، والفرق كبير بين الأبوّة والولادة وبين الوالدة والأم.
ألأمومة شاملة والولادة محصورة بأولاد، هناك مشاكل كثيرة في الحياة المدنية، بعض الأشخاص ظلّوا عند الولادة، والولادة تنتهي، عند المرأة أكثر من الرجل تنتهي الإمكانية الجنسية، وإذا لم يستطيعوا أن يعبّوا مكانها من الأبوّة والأمومة، إذا ما تعلّموا تجاوز مشاكل الحياة وأن ينتقلوا من مرحلة الى مرحلة ثانية، هناك المشاكل الكبيرة.
ثانياً: شهوة العين أي الفقر:
شهوة العين معناها أن الإنسان يعيش في الدنيا ومراده أن يأكل كل الدنيا. إذا فكر الشخص لوحده دون أن يكون داخل رهبنة: ماذا أستفيد من هؤلاء كلهم؟ ليحبونني!
خبرية: نزل فيلسوف الى المدينة مع شخص عادي، ورأوا في الواجهات أشياء كثيرة معروضة، فقال الشخص العادي: كم يوجد أشياء لا نملكها في بيتنا. فأجابه الفيلسوف: كم يوجد أشياء نحن لسنا بحاجة اليها.
- المسيحي الحقيقي عليه أن يكون حكيماً، كيف يجب عليه أن يعيش ويعيّش عائلته؟
وشهوة الغنى هي كل إنسان يحسب أن بمقدوره أن يملك هذه الدنيا، وهو لا يستطيع أن يملكها لأنها أكبر منه بكثير وحياته معدودة الأيام. مثل (الغني وبناء الأهراءات)، الفقر جميل جداً والإنسان يفرح فيه، لأنه يدرك كم من الأشياء يستطيع أن يستغني عنها. يعني أنني صرت أملك نفسي ولا يملكني غيري، وكم بالأحرى إذا كان الفقر يقرّبني من المسيح ومن الناس، الغنى أكيد يبعدني عن المسيح وعن الناس.
الفقر فضيلة، والفقر ليس أن أكون فقير المال. هناك أشخاص كثيرون فقراء ولكن عندهم الشهوة كبيرة حتى يصيروا أغنياء، وبالمقابل هناك أناس كثر أغنياء متحررون من غناهم وهذه ليست مشكلة بل المشكلة أن الناس لا تفهم ذلك وتحسب كل شيء بالمال.
من هنا، قيمة الدير، مثلاً أنا مسؤول في هذا الدير اليوم عن كل شيء، بعد سنتين سوف أذهب من هذا الدير مثل إنسان غريب لا أملك شيئاً.
ثالثاً: كبرياء الغنى أي الطاعة:
هي كباقي النذورات. أحياناً كثيرة يحب الإنسان أن يصبح قادراً على حكم غيره، يُعبّر عنها بطريقة، فيها شيء من الألوهة، منطلقاً أن الله يحكم على العالم، ما يعني أنه بقدرة الشخص أن يحكم بدوره عليهم.
أما الإنسان الذي عنده الطاعة، الطاعة الداخلية، تنبّهه دائماً أنه ليس إلهاً ولا يقدر أن يحكم على الناس. أنت تُطيع ومن خلال هذه الطاعة أنت تقترب من إرادة ربنا، لأن كل إنسان عنده ميل بالحياة يكون هو المسيطر، ويؤلّه نفسه. وفي الناس الكثير ممن يعيشون هذه الحالة.
من هنا نسمع مار يوحنا يقول: من أحب العالم ليست فيه محبة الله لأن كل ما في العالم هو شهوة الجسد وشهوة العين وكبرياء الغنى.
يوجد لديّ نزعة أرغب في التخلص منها، عندما أقتنع، أناس كثر يتعجبون كيف فلان يُطيح بفلان، التعجب الأكبر من يكون في الجيش مثلاً: بالرهبنة كيف واحد يكون اليوم رئيساً عاماً أو رئيس دير، وبعد مدة يصير مرؤوساً، بينما في الجيش لا يفهمونها، هم يفهمون أنه إذا كان واحد بالجيش أخطأ، ينتزعون منه الرتب والنجوم، وإذا وصل الى رتبة معينة يبقى فيها، بينما في المسيحية لا يوجد ذلك لأن المسيح قال لنا: الكبير فيكم فليكن لكم خادماً. حتى عبدالله فرعللي قال: إن كلمة رئيس لم تكن واردة في بني مارون. يسمّونه "المتقدم بالعمر"، ونحن نخالف بالكلمات لأنه بالإنجيل يقول لنا يسوع: لا يدعوا لكم في الأرض، لا معلّم ولا مدبّر ولا رئيس، لأن معلّمكم واحد ورئيسكم واحد وهو يسوع المسيح.
من هنا قيمة الحياة الرهبانية التي يجب أن نشجّعها أو نعيش هذه الروحانية المسيحية الرهبانية، كما تفعلون أنتم إجمالاً ولكن هناك أشياء كثيرة بعد يمكنكم أن تعملوها، من هنا نرى رهبانيات مدنية وغيرها وغيرها...
وإذا أردنا أن نعمل مجلة تاريخية، نشعر أن كل الناس مزعوجون؛ فأنشأوا حركات وفرق صلاة متنوّعة وذلك علامة على أنهم يفتشون عن طريقة يستطيعون أن يعيشوا فيها الإنجيل بصدق. لا أن أصلي هنا وأعيش هنا وأفكّر وأعمل هنا، بالعكس هنا تكمن مشكلة الرهبان ومشكلة كل مسيحي.
الإنجيل طموح كل الناس والحياة الرهبانية ليست إلا طريقة مسلكية مسيحية (طريق) وليس دعوة. لأن الدعوة واحدة لا عدة دعوات. وإذا كنت أريد أن أتخلص من شيء وأتحرر أقول هذا للرهبان ولا يخصّني! ما معناه إذا بنت ليست راهبة، فهل يحق لها أن تعيش كما يحلو لها! أو الشاب إذا ليس راهباً أيحق له أن يعيش كما يريد!
هنا المشكلة عند الرهبان، فقد أصبحوا يريدون أن يعبّروا للناس أنهم مثلهم، تأتي الناس اليهم، فأصبحوا يذهبون بدورهم عند الناس، هناك نضج في الحياة المسيحية.
أنا شخصياً أقول أن الله أعطاني نعمة كبيرة، وهي نذر الأبوّة وأقدر أن أحبّ كل الناس، ولكني مجبَر على حب كل الناس والصلاة لأجل كل الناس، فإذا عندي الكرم والعطاء من دون مقابل (وهذه تحتاج إلى شخصية قوية)، أكون شخص يقترب من يسوع.
أنا إذا كنت أستطيع أن أقول عن الآخر، أنه صورة الله ومثاله، والروح القدس يحكي فيه ولست أنا فقط من يتكلم فيه الروح! هذا الشخص الآخر الذي يجب عليّ أن أسمعه وأصغي اليه, حتى ولو كنت أنا مسؤول، ممكن أن يكون لديه أفكار أكثر مني! عندها تصبح الحياة الرهبانية نعمة, ونقدّر أن آخر شيء في الحياة المسيحية هو أن يكون هناك فئة ( مثل الحياة الفريسية)، فئة تعيش صدق المسيح.
إذا أردت أن أسأل ما هي المسيحية؟ وأتينا بشخص غير مسيحي وعلّمناه بالكتب وسألناه, سوف يسأل: أين تعيشونها؟
إذا لم يكن لدينا مرجعية حياتية، عملية نصبح كمن يعطي نظريات!
وهذا ما سنكتشفه في إنجيل الليلة؛ يقول الرب يسوع: "أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده، الحصاد كثير والفعلة قليلون".
إذا أردت أن أكون مسيحياً حقيقياً، يجب عليّ أن أصلّي كل يوم وأقول: يا رب أعطنا كهنة قديسين، يقيمون الذبيحة الإلهية بدون إنقطاع. لاحظوا الخسارة الكبيرة لعدم وجود كهنة أو كهنة يقيمون الذبيحة الإلهية يوم الأحد فقط!
يجب أن أشعر بحرقة في قلبي، كيف أنا مسيحي والآخر مسيحي ومختلفين عن بعضنا، وسبب الإختلاف هو المسيح؟ ذاك الذي أتى ليكون نقطة لقاء أصبح سبب تفرقة!
من هنا يجب علينا أن نصلّي لإتحاد الكنائس في العالم كله من كل قلبنا، وهذا أمر مهم جداً. يجب علينا أن لا ننحصر في الحياة الصغيرة. جميل جداً ومهم أن نصلّي من أجل أهلنا وأصحابنا وأقاربنا، ولكن الأجمل أن نصلّي على نية أشخاص دون أن يعلموا بأننا نصلي على نيتهم، وأن يربحوا جميلنا إذا وجدوا مفعول النعمة وإستجابة لطلب طلبوه.
أنا اليوم أعيش كل يوم بيومه، كأنه ورقة أقطعها وأرميها! خطأ! يجب أن يكون عندي تلك الذاكرة المسيحية التي تعطيني الشجاعة والإستمرارية.
هل يعرف أحد قصة هذا الدير؟ لقد كان كنيسة صغيرة تحولت الى دير وعاش فيه الرهبان، نُهِب وأُحرق وقُتل فيه راهب وأرادوا إقفاله لكن بعدها أتى الرهبان وسكنوه، وانظروا... أين أصبح دير مار شربل.
إذا كان عندي ذاكرة تاريخية، فماذا يخيفني بعد؟
تعليم يوم الجمعة 20/1/2006 - مار شربل عنايا