الأولاد ربيع العائلة والمجتمع - من عظة وتعليم سيادة المطران بشارة الراعي (البطريرك حاليًا)
(ملاحظة: هذا الموضوع هو مذكرات دونت خلال الاستماع الى العظة، لهذا هو اقرب الى اللغة العامية).
بإسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين.
"خرافي تعرفني وتتبعني وأنا أُعطيها الحياة"..
يكشف المسيح اليوم في الإنجيل عن العلاقة بين الإنسان والله ويشبهها بعلاقة الراعي بخرافه... والراعي هو يسوع المسيح والبشريّة خراف يسوع...
هو يدعونا لنعرفه... لمعرفة الحقيقة التي تكشف حقيقة الله والإنسان والتاريخ ويدعونا لنتبعه بضوء هذه المعرفة والنتيجة أنه يعطينا الحياة وندرك نحن معنى الحياة ومعنى الوجود.. والليلة نجتمع مثل كل ثاني جمعة من الشهر لنقدّم الذبيحة على نيّة كنيسة لبنان ونتذكّر زيارة قداسة البابا. فنصلي كي يحقق الربّ أمنياته.
هذا اللقاء قرب ضريح مار شربل الذي بشخصه شعّ نور الكنيسة في لبنان. نلتمس شفاعة مار شربل لنواصل الشهادة وتستمرّ كنيستنا نور المسيح في الشرق ويشعّ نورها على واقعنا.
موضوع الليلة : "الأولاد ربيع العائلة والمجتمع" الذي اختاره قداسة البابا ليوبيل العائلات الذي انعقد من 1 إلى 15 تشرين الأول الماضي.
لقاؤنا الليلة له معانٍ كثيرة... اليوم ونحن نصلّي لكنيسة لبنان نصلّي لأجل شعاع بالكنيسة: "الرهبانية اللبنانية المارونية" التي نشأت سنة 1695 في 10 تشرين الثاني ثم اصبحت فرعين المارونية والمريمية... نصلي الليلة للرب ليظهر قداسة البطريرك إسطفانوس الدويهيالذي رسم أول رهبان بالرهبانية... والمؤسسين هم ثلاثة: اثنين اصبحوا مطارنة فيما بعد والآخر مات بحادث وقوع صخرة عليه. نلتمس شفاعتهم وشفاعة كل ابناء الرهبنة وفي مقدمتهم الذين أعلنتهم الكنيسة "شربل" و "رفقا " و"نعمةالله"...
واليوم أيضاً نطلب شفاعة الحبيس مكاريوس صوما المشمشاني الذي يصادف ذكرى وفاته اليوم...(تاريخ اللقاء).
في اللقاء العالمي الثالث مع العائلات كان الموضوع "الحياة في العائلة"...
وفي هذا القداس الشهري نَدخل فقرة فقرة في الإرشاد الرسولي... وكنا قد وصلنا إلى الفقرات 46-47-48، وتحدثنا عن راعوية العيلة والتركيز أنّ الإنسان يعرف الله في العيلة ويُسمّى المنزل الكنيسة البيتيّة... صورة الله تبدأ من العيلة وأول من يُحدّث الطفل عن الله هو الأب والأم ويعلمانه الصلاة ويحملانه إلى الكنيسة... في هذه الكنيسة البيتيّة هم كهنة...
في البيت يتربّى الإنسان على القيم والأخلاق، على حسن التصرّف والمسلك. في البيت أول نسيج اجتماعي يختبره الإنسان ويعيش بشراكة مع الآخر: الأسرة.
والمسؤولية الخطيرة على الوالدين، الذين أعطوا الحياة، أن يربّوها على القيم وهنا يسمّى البيت المدرسة الأولى لتربية الإنسان.
"خرافي تعرفني وتتبعني" في الناصرة عاش المسيح ملء علاقته بالله وأهله والناس، "وكان يسوع ينمو في الحكمة والنعمة والقامة"...
في البيت أنا أخذت الحياة من أب وأم وأخذت أيضاً معنى الحياة، ومن البيت أسلّم وديعة الحياة إلى الله. معرفة الله تترجم بالعيش بخلقية ومسلك صالح والنتيجة أنّي أجد الحياة، أجد الحقيقة.
نصلّي من أجل كل عائلة لتتواصل فيها المعرفة والتربية.
يدعو قداسة البابا إلى الإعتناء بالأسرة.
والليلة نتحدّث عن مسؤوليّة الوالدين:
بين يدينا كتيّب وضعه المجلس الحبري للعائلة في روما. "ربيع العائلة والمجتمع".
فيه كل لاهوت العيلة وكل تعليم الكنيسة عن العيلة والأولاد، يتضمّن اثني عشر محور للتفكير.
مسؤوليةّ الوالدين.. ثلاث نقاط:
1) الحياه هي هبة من الله.
هبة الزوجين. دعاهم الرب حتى يشاركونه بنقل الحياة. رسالة الزوجين بنقل الحياةوتربيتها فيكملوا عمل الخالق والفادي. هم بخدمة الحياة التي تولد. الزوج يتعهدّ صيانة وتحقيق كرامة المرأة شريكته، يخدمها ويكرّمها، والزوجة تعهّدت بأن تكون حياة شريكها كريمة من خلال التعهّد بالحب واتحاد الأفكار والإرادات والجسد، ونتيجة هذا العطاء المتبادل الرب يعطي حياة جديدة. رسالة الزوجين قائمة على سعادتهم الشخصيّة وعلى الحياة التي ينجبونها. خدمة الحياة تتعدى التاريخ لمصير أبدي، فطريق الإنسان لا تنتهي بهذا العالم بل تبتديء بهذا العالم ونذكر مار شربل ورفقا ونعمة الله...
أذاً الحياة ما هو مصيرها الأبدي؟ هذه مسؤولية الوالدين وهي خطيرة وكبيرة:
تهيئة مواطنين لهذا المجتمع وللوطن السماوي.
2) مسؤولية.
قمّة المسؤولية في الحياة الزوجيّة هي بالإتحاد العميق الحسّي الجسدي " ويصيرا جسداً واحداً" .. وبوحدة الأفكار والقلوب والنفوس .. تبتديء مسؤوليتهم لخدمة الحياة وتنفتح إمكانية عطاء حياة جديدة. مسؤولية عيش هذا الإتحاد كاملاً باتحاد النوايا وهكذا لا ينفصل اتحادهم عن إمكانية الإنجاب.. هذه المسؤولية يحملونها بعطائهم المتبادل..
عندما تتكون حياة جديدة بحشا الأم.. تكتشف الأم أولاً واقع هذه الحياة الجديدة وتنقل هذا إلى زوجها فيحملوا سوية مسؤولية الجنين في حشا أمه على مدة تسعة أشهر.. أبوة وأمومة مسؤولة.
3) التريث بنقل الحياة
قد يضطر الأهل أن يتريثوا بنقل الحياة. هنا الكنيسة تعلّم انّه لا يقدر الزوجين اللجوء الى وسائل اصطناعيّة يفصلوا فيها بين اتحادهم وإنجابهم. فلا تكفي النيّة الحسنة. والأسباب هي أنه عليهم أن يعيشوا مسؤوليتهم بضوء الشريعة الإلهية.
والكنيسة توجّه الزوجين أن يلجأوا إلى الوسائل الطبيعيّة بالمراقبة الذاتية لفترات الخصوبة فيكونوا بمسؤولية دون ان يغيروا في تنظيم الله. بمسؤولية يقرران. والإتحاد المسؤول خارج عن الأنانية يحمل مزيد من الإحترام للآخر والعاطفة والحنيّة.
هذه مسؤولية الأب والأم..
الزوجين شركاء الربّ وهو معهم..
والنعمة تساعدهم وتقويهم وتنورهم..
المهم أن لا ننسى أن الزوجين دعوتهم إلهية مثل دعوة الكهنوت والرهبانية.
الله يعضدهم في دعوتهم. وكلنا نتقدس من خلال دعوتنا..
الآباء والأمهات خير مثال.. نصلّي اليوم من أجل كل إنسان ليكتشف معنى الحياة...
آمين.