27 كانون الأول - عيد مار اسطفان أول الشهداء
كان اسطفانوس رجلاً ممتلئاً من الإيمان والروح القدس، اختاره جماعة التلاميذ مع ستة آخرين لخدمة الكنيسة. وكان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب، فنهض قوم من المجمع يباحثون اسطفانوس فلم يستطيعوا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان ينطق به. حينئذ دسّوا رجالاً يقولون: إنّا سمعناه ينطق بالتجديف على موسى وعلى الله؛ فهيّجوا الشعب والشيوخ والكتبة، فقبضوا عليه واتوا به إلى المحفل واقاموا شهود زورٍ يقولون: إنّ هذا الرجل لا ينفكّ ينطق بكلمات تجديف على المكان المقدس وعلى الناموس (اعمال 6/ 8-13). فأوعز إليه رئيس الكهنة أن يُجيب عما يشكونه به، فاندفع يبيّن لهم أن يسوع الذي صلبوه هو المسيح المنتظر. ولمّا رآهم يهزّون الرؤوس ساخرين، صرخ فيهم قائلاً: "يا قساة الرقاب إنكم في كل حين تقاومون الروح القدس، كما كان آباؤكم كذلك انتم. أيّ نبيٍ من الانبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا وانبأوا بمجيء الصدّيق الذي اسلمتموه الآن وقتلتموه، أنتم الذين تسلمتم الناموس بترتيب الملائكة ولم تحفظوه". فلما سمعوا ذلك استشاطوا في قلوبهم وصرفوا عليه بأسنانهم. وهوَ، إذ كان ممتلئاً من الروح القدس، تفرّس في السماء فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله، فقال: "هاءنذا أرى السماوات مفتوحة وابن البشر قائماً عن يمين الله". فصرخوا بصوت عظيم وسدّوا آذانهم وهجموا عليه بعزمٍ واحد. ثم طرحوه خارج المدينة ورجموه وهوَ يدعو ويقول: "أيها الربّ يسوع اقبل روحي". ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوتٍ عظيم: "يا رب، لا تُقِم عليهم هذه الخطيئة". ولما قال هذا رقد بالرب فحمل اسطفانوس رجال اتقياء وعملوا له مناحة عظيمة" (اعمال 7/ 51-59 و8/ 2).)