٦ كانون الأول - تذكار القديس نيقولاوس (زخيا) العجائبي رئيس اساقفة ميرا
ولد هذا القديس في مدينة باتا، في آسيا الصغرى، من اسرة شريفة غنية بتقوى الله والمال. توفي والداه وهو في مقتبل العمر فأخذ يوزّع أمواله على الفقراء بطريقة خفية، عملاً بقول الرب: "لا تعلم شمالك بما صنعت يمينك" (متى 6: 3). ثم انضم القديس إلى رهبان دير كان بناه خاله أسقف ميرا الذي رسمه كاهناً. ولِسموّ فضائله أقيم رئيساً على هذا الدير ووكيلاً على اسقفية ميرا واعتزم زيارة الاراضي المقدسة فسافر بحراً. وفيما هو في السفينة هاجت الأمواج وكادت تغرّقها فصلّى القديس وهدأت الزوبعة حالاً. وعند رجوعه انفرد في مغارة يصلي. ولما توفي أسقف ميرا، انتخبه الأساقفة والاكليروس والشعب أسقفاً عليها بإلهام إلهي، رغماً عن ممانعته. فكان ذلك الراعي الغيور على أبنائه. وفي تلك الاثناء أصدر ديوكلتيانوس ومكسيميانوس أمراً باضطهاد المسيحيّين. فقبض عليه الجند وطرحوه في السجن وأذاقوه من الإهانات والعذابات أفظعها وأمرّها، فاحتملها بصبر جميل. ولما انتصر قسطنطين الكبير، خرج نيقولاوس من السجن وعاد مكرماً إلى كرسيه. وحضر المجمع النيقاوي الأول عام 325. وكان من أشدّ أنصار القديس أثناسيوس على أريوس واقرّ مع سائر الآباء بالوهية السيد المسيح. وكان قسطنطين الملك قد حكم بالاعدام على قضاة ثلاثة اتهموا زوراً بالرشوة فاستغاثوا بالقديس نيقولاوس عن بُعد، فظهر بالحلم للملك وأبان له براءتهم فعفا عنهم. وأجرى الله على يد هذا القديس من المعجزات في حياته وبعد وفاته ما لا يحصى، لذلك لُقّب "بالعجائبي". وكانت وفاته سنة 342. ونيقولاوس لفظة يونانية معناها المنتصر والظافر، ويسمّى عندنا بالسريانية زخيا اي الظافر. صلاته معنا. آمين.