"خَرَجَ الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ."
للتأمل: "خَرَجَ الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ."
هو الزارع خرخ الى طرقاتنا ومدننا وقرانا، يزرع كلمة الحياة. خرج يبشّر ويخبر عن الحبّ الإلهي، يعرّفنا على الآب أبانا، يجعل منّا أبناء به، خرج لأنّه يحبّنا ويريد خيرنا وخلاصنا، دون مقابل وبمجّانية مطلقة. هذا هو الحبّ الإلهي.
سار ومعه تلاميذه، يتعلّمون ويندهشون، يختبرون ليخبروا... ولمّا احتشد كثيرون شرح لهم. كلمة الله أرسلت إلى الجميع، هي الزرع الذي يُزرع في أرضنا، فينا، منها ما يبقى خارجنا ولا نحفظه فيضيع، منها ما نأخذه لكن لكثرة هموم الحياة وانشغالاتها، نهمله فلا يثبت فينا، منها من لا نعمل بناءً عليها لصيانة نفوسنا وحفظها، فلا يثبت....
أما الأرض الطيبة، فهي التي تقبل الزرع، تحفظه، تعتني به، تعيش فيه منه، فينمو ويكبر ويثمر ثمارًا صالحة تليق بأبناء الله.
يا رب، كلّ ما يلزم لقداستنا تعطينا، بكرمٍ كبير، مجّانية مطلقة، حبّ متفان، تعطي بدون حسان، يبقى علينا أن نتلقّى بفرح، نشكر ونعمل ونلتزم ونحب... لكن البشر، غليظي الرقاب، ضعفاء النفوس، يقعون بسهولة كبيرة في فخاخ العالم، الذي يحدّد اولوياتهم، ويخنقهم، فلا يعودوا يستطيعوا أن يرفعوا رأسهم إلى الله ليحررهم. يا ربّ، لا شيء في هذا العالم نستطيع ان نعمله لوحدنا، معك كلّ اعمالنا تهون، معك كلّ حياتنا تثمر، معك كلّ ما نعمله يتحول للخير، معك نتحول ونصير هذه الأرض الطيبة التي تعطي ثمارها في وقتها... حوّلنا وقوّنا لننشر فرحك ورجاءك، ننشر حبّك ونخبر عن الخلاص الذي لا ولن يتحققّ إلا بكَ.