قراءة من عهد الربّ
(نصوص منسوبة إلى البابا أكليمنضوس الروماني تلميذ القديس بطرس الرسول. إنّه أحد كتب الأدب المسيحي السرياني القديم، الحامل إلينا تقليد الكنيسة السريانية الأنطاكية في القرن الخامس. قيمته أنّه يحوي مجموعة تعاليم يسوع لتلاميذه، في الفترة الواقعة بين القيامة والصعود...) عن الشحيمة زمن القيامة المجيدة.
بعد أن قامَ ربّنا من بين الأموات وتراءى لنا ولَمَسَهُ توما ومتى ويوحنا، فتأكّدنا مِن أنَّ معلّمنا قامَ حقّاً من بين الأموات، كانَ أنّنا سقطنا على وجوهنا مباركين الله، أبا العالمِ الجديد، الذي خلّصنا بيسوع المسيح ربّنا. ولمّا استوحذَ علينا خوفٌ عظيم، ظللْنا ساقطين على وجوهنا كالأطفال، بغير كلام. فوضعَ ربّنا يسوع يدهُ على كلٍّ منّا واحداً فواحداً وأنهضنا قائلا: لماذا خارت قلوبكم واعتراكم الذهول؟ ألا تعلمون أنّ ذاك الذي أرسلني يستطيع أن يصنعَ العظائم لخلاص الذين يؤمنون به من قلوبهم؟ لا تمكثوا إذن هكذا مذهولين، خجلين وكسالى، بل اطلبوا، كأبناء النور، من أبي الذي في السماء، روح المشورة والقوّة، فيملأكُم منَ الروحِ القدّوس، ويَهَبَكُم أن تكونوا معي إلى الدهر.
فأجبنا قائلين: أيها الربّ، مَن هوَ الروحُ القدّوس الذي قلتَ لنا أن نطلبهُ؟ ما هي قوّتُه؟ فقال لنا ربّنا: الحقَّ أقول لكم، إنّكم لن تكونوا أبناء النور إلاّ بالروح القدّوس. فأجبناهُ قائلين: ربّنا، أعطنا هذا الروح. وحالاً نفخَ يسوعُ فينا؛ ومن بعدِ أن نِلنا الروحَ القدّوس، قال لنا: الحقَّ أقول لكم، أنتم الذين تتَلمَذوا لملكوت السماء، وآمنوا بي بقلبٍ غير منقسم، وتبعوني، معي تكونون. وجميع الذين يعرفون – بواسطتكم – مشيئة أبي، فيصنعونها ويحفظون أقوالي ويعرفون آلامي، أولئكَ يتقدّسون، وفي منازل أبي يسكنون، وينجُونَ منَ الأيّامِ الشرّيرةِ المنتظرِ أن تأتي، وأكون معَهُم، وأرشدُهم إلى طرقي التي بها يَحيَون.