ارجعوا إليّ بكلّ قلوبكم

القدّيس إقليمَنضُس الرومانيّ، بابا روما من 90 إلى 100 

رسالة إلى أهل قورنتس 

إذا استعدنا العصور الماضية، أدركنا أنّه من جيل إلى جيل، كان المعلّم يمنح فرصة الاهتداء إلى كلّ الذين كانوا يريدون التوجّه نحوه. لقد بشّر نوح بالاهتداء وكلّ مَن سمعَ له خَلصَ. كما أبلغ يونان أهل نينوى بالدمار الذي كان يهدّدهم؛ فتابوا عن خطاياهم وطمأنوا الله بتضرّعاتهم، ونالوا الخلاص رغم كونهم غرباء عن الله. 
بمشيئته الكليّة العظمة، أراد أن يشرك كلّ الذين يحبّهم بهذا الاهتداء. لذا، علينا أن نطيع إرادته السامية والمجيدة. فَلنَلتمسْ منه الرحمة والحنان؛ ولنثِقْ برأفته من خلال التخلّي عن اهتماماتنا التافهة، وعن الخلافات والغيرة التي لا تؤدّي إلاّ إلى الهلاك.  
فلنبقَ متواضعين، أيّها الإخوة، ولنتخلَّ عن كلّ مشاعر التكبّر والتبجّح والغرور والغضب... دعونا نتمسّك بالمبادئ والوصايا التي علّمنا إيّاها ربّنا يسوع المسيح، ونكون ودعاء ومتواضعين أمام كلمته. فهذا ما قاله الكتاب المقدّس: "لكِن إلى هذا أَنظُر: إلى المسكينِ المُنسَحِقِ الروح المُرتعِدِ من كَلِمَتي" (أش66/ 2).