العليّة، ربّة الكنوز

قراءة من مار يعقوب السروجي

 

أيتها العليّة، إن قصتكِ لأعظم من قصّة بابل،
لأنها فيك تقسّمت جميع الألسنة بغير كتاب. 
كالمدرسة جعلكِ الروح لبني النّور،
وفيكِ تعلّموا كلام الأمم وألسنتهم.

منكِ خرجَ لفيف الإخوةِ مُدججين بالسِّلاح،
منَ العليّة خرجوا ليجمعوا العالم كلّه،
فيكِ رنّم الروح القدس بأصواتٍ جديدة،
بجميع الألسنة التي تقسّمت فيّاضة.

صرتِ للرسل مختزن سلاح، منكِ لبسوا
قوّة الروح ليروّضوا الوحوش.
بكِ استنارت المسكونة كلّها وقد كانت مُظلمة،
لأنّ الرسل قد ملأوا الأرضَ مثل أشعّة النور.

أنتِ، أيتها العليّة، صرتِ للأمم ربّة الكنوز،
واغتنت بكِ جميعُ الأمكنةِ المحتاجة.
فيكِ توزّع غِِنى الآب على العالم كُلّه،
ومنكِ جميعُ المعوزين قضوا حاجاتهم.

بكِ تمّ وعدُ المعموديّة،
لأنّ جميعَ التلاميذ فيكِ اعتمدوا بالروح القدس والنّار.
أدعوكِ بابل، إلاّ أنّ ما حدث فيكِ لم يكن بلبالا،
غلبتِ بابل برنيمِ المحبّة من كلِّ لسان.

نهرَ الأردُن لا يُماثِلُ معموديّتكِ،
لأنّ معموديّتكِ نارٌ ومعموديته ماء. فماذا أُسمّيكِ؟
قيلَ: إنّ يوحنا عمّدَ بالماء،
أمّا أنتم فتُعَمَّدونَ حقاً بالروحِ القدس.

لقد تمَّ بكِ وعدُ المعموديّةِ هذا، 
لأنّ النّارَ والروحَ وُهِبا بكِ لبني النّور.

 

نشيد احد العنصرة.