انظروا إلى يديّ ورجليّ
(القدّيس كيرِلُّس الإسكندريّ)
"انظروا إلى يديّ ورجليّ. أنا هو! المسوني!"
كتب القدّيس متى الإنجيليّ أنّ المسيح أخذ بطرس، ويعقوب ويوحنّا وتجلّى بمشهد منهم: فأشرق وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. أمّا هم، فوقعوا على وجوههم وكانوا في خوف شديد (متى17: 1). لذا وبغية التقيّد بالمشروع الإلهي، ظهر يسوع المسيح مجدّدًا في العليّة بشكله السابق، وليس وفقًا للمجد المُعطى له والذي يتناسب مع هيكل جسده المتجلّي. لم يشأ أن يرتكز الإيمان بالقيامة على شكل آخر أو على جسد مختلف عن ذاك الذي ناله من مريم العذراء، والذي صُلب فيه كما ورد في الكتاب. في الواقع، لم يكن باستطاعة الموت التغلّب سوى على الجسد. فلو لم يقم جسده المائت، ما هو هذا الموت الذي هُزم؟.. فكان مستحيلاً أن يكون روحًا فقط، أو ملاكاً فقط، أو حتّى كلمة لله فقط.
إضافة إلى ذلك، فإنّ دخول المسيح من تلك الأبواب الموصدة هو أيضًا دليل على قيامته. فقد ألقى التحيّة على تلاميذه قائلاً: "السلام عليكم" مُظهرًا أنّه السلام ذاته. فأولئك الذين نعموا بوجود يسوع، نالوا روحًا هادئًا وساكنًا. هذا بالتأكيد ما تمنّاه القدّيس بولس للمؤمنين حين قال: "فإنّ سلام الله الذي يفوق كلّ إدراك يحفظ قلوبكم وعقولكم في المسيح يسوع" (في4: 7).