طوبى لذلك العبد الذي يجيء سيده فيجده فاعلاً هكذا

طوبى لذلك العبد الذي يجيء سيده فيجده فاعلاً هكذا

يُعلمنا علَّنا ندرك المطلوبَ الأوّلَ للخلاص. يعلمنا علّنا نفهم هدفَ الحياةِ وغايتَها.

مَن يكونُ خادمُ الرَّبِّ الأمين الحكيم؟

اِختارَنا الله، ودَعانا، تَبعناهُ واِلتزمْنا به. وهذا الإتّباعُ له متطلّبات. نَعملُ أعمالَهُ في هذا العالم. نتابعُ نشرَ بُشرى الحُبِّ والخلاصِ، نتابعُ زرعَ الرّجاءِ والسّلامِ في هذا العالم.

اِختارَنا، ووكالةً سلّمَنا. وليست أيّ وكالة. وكالة رعايةِ أبنائهِ. كما سلّمَ بطرسَ أن يرعى كنيستَهُ وخرافه. كلّ واحدٍ مِنّا سلّمَهُ الله مسؤوليّةَ في مكانٍ ما. في البيتِ، في العائلةِ، في العملِ، في المجتمعِ في الوطن. كلٌّ منّا مُؤتَمنٌ على أهلِ بيتِ الله. مؤتَمن على رعايتِهم، مؤتَمن على السّهرِ من أجلِ خلاصِ نفوسِهم، مؤتَمن على إبعادِهم عن طريقِ الضّلالِ وإرشادِهم إلى طريقِ الحقِّ والحياة.

الرَّبُّ سيَأتي في ساعةٍ هوَ يَختارُها، ونحنُ لا نَعرفُها. يأتي، ونقفُ أمامَه وجهًا لوجه. سيَسألُنا عن الأمانة. ماذا فعلْتَ بإخوتِكَ؟

يا ربّ، اِملأنا حِكمةً وفهمًا، اِملأنا قوّةً وحُبًّا، لنُميِّزَ دعوتَنا ونثق بكَ، نثق بأنّكَ اِخترْتَنا، ودعوتَنا، فنلتزم بكَ، ونعمل ما تسألُنا مِن خير. نزرعُ الأرضَ صلاةً وخدمةً، نكون صورةً عنكَ في هذا العالمِ، نضعُ فرحًا في الحزنِ، نضعُ رجاءً في اليأسِ، ونعمل ما عليْنا، وما خلقتَنا من أجله.

جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل