طوبى لمن لم يروا وآمنوا!

وبعد أسبوع، أتى الربّ أيضًا وهذه المرّة خصّيصًا لأجل توما الذي أراد هوَ أيضًا أن يرى،

هو الذي رغب أيضًا أن يعاين آثار الصّلب،

هو الذي هوَ أراد أيضاً أن يكون شاهداً وإبناً للقيامة.

أتى الربّ بسلامه كالعادة، وتوجّه نحوَ توما.

تعالَ، ضَعْ إصبعك، أنظر، عاين، تأكّد، إلمِس... لكن لا تكُن غيرَ مؤمن.

وتوما الذي إمتلأ رهبةً وسلامًا من حضور الربّ، لم يَعُد بحاجة لأن يضع إصبعه. لم يَعُد بحاجة ليَلمس. صارت القيامة بداخله، صار إبنَ قيامة.

سَجَدَ: ربّي وإلهي.

والربّ فرح به وهوَ يفرح بنا وبكلّ واحدٍ منّا يتحوّل ويؤمن دون أن يرى.

 

شكراً لكَ أيها المسيح القائم من بين الأموات،

شكرًا لأنّك تَحضر في اضطراباتنا وشكوكنا وتزرع سلامك.

تَحضر لتلبّي إنتظاراتنا وتساؤلاتنا وتزرع إيمانًا،

نسألك اليوم أن تزيدنا إيماناً، أن تزرع فينا رغبة توما بلقائك، أن تزرع فينا إيمان توما وتحولّنا لنحبّك كما أَحبّكَ، ونخدمك كما خَدَمكَ هوَ وكلّ رُسُلكَ.