قد شئت, فاطهر

شفاء الأبرص قد شئت فاطهر

كعادتهِ يَختلي الرّبُّ يسوعُ بالله الآبِ، فإليهِ يَشتاقُ ومعهُ يَتحادثُ... يُصلّي ويَنطلقُ من جديدٍ إلى العالم. هذا العالم ُالجائِعُ إلى الحبِّ، إلى الرّحمةِ، إلى السّلامِ والأمانِ... يَنطلِقُ وهوَ يَحمِلُ رسالةَ الخلاص، يَجترحُ الآياتِ ليرشدَ النّاسَ إلى الله، يُتمّمُ الشّفاءاتِ الجسديّة ليُقوّيَ الإيمانَ الّذي يؤدّي إلى الشّفاءِ الأهمِّ، الشّفاءِ الرّوحيّ الّذي يُحيي إلى الأبد. يَأتيهِ هذا الأبرصُ المسكينُ المؤمنُ بالمسيحِ النّازلِ عالمَنا ليُخلِّصَنا، ويَتوسّلهُ أن يَشفيَهُ... وبتواضعٍ واِنسحاقٍ وثقةٍ واِستسلامٍ.... يقولُ له: ... إن شئتَ.... والرَّبُّ الّذي يَتحنّنُ على أوجاعِنا شاءَ... مدَّ يدَهُ ولمسَ وجعَهُ، وشفاه. فطهرَ للحالِ، ولم يَسكتْ كما طلبَ منهُ الرَّبُّ، لكنّهُ بدأ يُنادي ويخبِرُ عن فرحهِ وشفائهِ ورحمة ِالله عليه.

يا ربُّ، عندما يَتركُنا كلُّ النّاسِ، أنتَ تأتي إلينا، عندما نصيرُ على صليبِ الألمِ لوحدِنا، أنتَ تحمِلُنا، عندما نكونُ لوحدِنا في الظّلمةِ وكلّ الأبوابِ مغلقةٌ أمامَنا، تأتي بنورِكَ لتفاجِئَنا، وتفرِّحَ قلبَنا وترحمَنا وتمدّ يدَكَ وترفعَنا. نشكرُكَ لأنّكَ وحدكَ مصدرُ فرحِنا وسلامِنا وسعادتِنا، تعالَ، "إن شئْتَ" إلمِسْنا، نحنُ نؤمِنُ بكَ.

جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل