ورأى يسوع إيمانهم
يعودُ يسوع إلى كفرناحوم، هوَ الّذي لا يَهدأ ولا يَرتاحُ، بل يَجولُ القُرى يُعلِّمُ، ويَشفي النّفوسَ والأجساد.
جذبَهُم الرَّبُّ، فأتوا... ومَعَهُم أتى أصدقاء لمُخلّعٍ، حَملوهُ وكلُّهم إيمانٍ وثِقة. وكانتِ الحواجزُ كثيرةً للوصولِ إلى الرَّبِّ، لكنْ هذا لم يُثنيهِم عن عزمهم. ففكرُّوا ونفّذُوا. نبشُوا السّقفَ ودلُّوا صديقَهُم، المُحتاج لمسَةَ شفاءٍ من الرَّبِّ. حُبُّهم للمُخلَّعِ وثقتُهم بالرَّبِّ، كانا دافِعَهم القويّ. والرَّبُّ الّذي رأى إيمانَهُم، قادَهُم إلى الأهمِّ. خلاصُ النّفوسِ أوّلاً. علَّمَهُم، وعلّمَ الجُموع. مغفورةٌ لكَ خطاياكَ... فكانَ هذا درسًا وإعلانًا عن سُلطانهِ اللّامتناهي. وبعدَ أن شَفى نفسَ المخلّعِ، أعطاهُ نعمةَ شفاءِ الجسد. قُمْ اِحمِلْ فراشكَ. فقامَ، وأدهشَ الجميعَ، ومجّدُوا الله، وفرِحُوا.
يا ربُّ، جماعةٌ حملَتِ المريضَ إليكَ، وعلى قدرِ إيمانِهم أعطيْتَهُم، على قدرِ ثقتِهم ملأتَهُم. لم تَرُدَّ صلاتَهُم، بل قبِلْتَها وأعطيْتَهُم ما يؤولُ إلى خلاصِ نفوسِهم أوّلًا، فهذا الجسدُ سيموتُ وإن شُفِيَ الآنَ، لكنَّ الرّوحَ إن تُشفى تَبقى للأبدِ، للحياةِ الأبديّة ِفي قلبِ الآبِ، في الملكوتِ.
أعطِنا نِعمةَ التّوبةِ اليوميّةِ والعودةِ إليكَ لتَشفيَ نفوسَنا وأرواحَنا مِن ثقلِ الخطايا والذّنوب.
جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل