وراح يسير معهما
في اليوم الثالث، النسوة لم يجدن جسد يسوع وبعض التلاميذ رأينَ القبرَ الفارغ، ومع كلّ هذه الأخبار بقي هاذان التلميذان في اليأس والضياع. فتركا وذهبا إلى قرية بعيدة.
وفي الطريق وهما يسيران محبطان، يائسان، ضائعان، سارَ معهما الربّ في الطريق. فأخذا يخبرانه عن خيبتهما، عن حزنهما، عن الأحداث التى حصلت ومنها شيئًا لم يفهما.
وهوَ في قلب يأسهم دخلَ، وبدأ يحوّلهم، يكلّمهم، يُخبرهم، يُعلّمهم، يُفسّر لهم؛ وفُتِحت أذهانهم واشتعل قلبهم في داخلهم ولم يعرفوا السبب...
تمسّكا به، فقلبهما المشتعل دفعهما للتمسّك به، فمَعه عادت إليهم الحياة... وبارك، وكسر الخبزَ وناولهما فعرفاه.
توارى عن أنظارهم وصار في داخلهم. حملاه وحملا الفرح والرجاء والدهشة والقوة والإندفاع والحبّ وعادا مسرعين ليُخبرا عنه ليشهدا لقيامته.
واجتمعوا، وآمنوا وصدّقوا وفرحوا، ولا شيء بعد اليوم سيقدر أن ينزع منهم هذا الفرح.
يا ربّ، يا أيّها الإله القائم من بين الأموات، تعال سِرّ معنا في طرقات حياتنا، دبّرنا، فَسِّر لنا، رافقنا فنفرح ونقوم كل يوم معكَ للحياة.