وكانت أم يسوع هناك
بعد إعتلانه، بعد الظهور الإلهي، وفي اليوم الثالث، دُعيَ الربّ وتلاميذه إلى عُرس. وكانت أمُّ يسوع أيضًا هناك.
وفي المكان الذي تكون فيه أُمّ يسوع لا مجال للقلق. فهيَ الساهرة على كلّ شيء، هيَ مدبّرة لكلّ شيء. كانت هناك وهي اليوم هنا. إن دعَوناها إلى بيوتنا، تَسهر، تُدَبّر، فمعها يزول القلق. هيَ تدعو يسوع عندَ كلّ حاجة وهوَ دائمًا يلبّي طلب أمّه.
في هذا العرس، نقصَ الخمر، فرغَت أجرانهم ولم ينتبهوا. لكن أمّ يسوع هناك، هيَ المنتبهة إلى كلّ نقص في بيوتنا، دَعَت الربّ، فهوَ الذي سيملأ كلّ نقص وكّل فراغ. لبّى طلبها ولمْ يحُن وقته بعد، واليوم، فكلّ وقت هوَ وقته، ويلبّي عن كلّ حاجة.
"إفعلوا ما يأمرُكم به". هيَ تعلَم أن يسوع هوَ الذي سيَملأ الفراغ، هيَ تعلَم أنّه هوَ الربّ الإله الذي إن أودعناه أي أمر، أي حاجة، فعنده سنجد الحلّ المُناسب.
يا ربّ، نشكرك على مريم الساهرة أبدًا ودائمًا على حياتنا، منتبهة لفراغات قلوبنا، تعرف النقص في بيوتنا، تُسرع إليك لتأتي إلينا عندما ينقص الفرح عندنا. يا ربّ لا أحد غيرك يملأ نقصنا مِن فرحك، لا أحد غيرك يُريح قلوبنا ويملأنا نعمًا. نشكرك على مريم التي تُرشدنا إليكَ في كلّ وقت، ثبّتنا بكَ وقوّنا للعمل دومًا بحسب ما تأمرنا فنَعرف الراحة لقلوبنا والسلام في بيوتنا والفرح العميق الذي لن نعرفه خارجًا عنك.