"مُبارَكَةٌ أَنْتِ في النِّسَاء، وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!"

Blessed-are-you-among-women-and-blessed-is-the-child-you-will-bear

بعد أن حملت الربّ في قلبها وأحشائها، تقوم وتنطلق، فهي لن تستطيع بعد الآن أن تتابع حياتها كما من قبل، فقد حلّ الربّ فيها، وكل شيء تحوّل. انطلقت مريم تشارك خالتها هذا السرّ الرهيب، وانطلقت تسندها وتتأمل معها بهذه العظمة وهذه النعمة التى أنعم بها الله على بشريتنا.

وما ان سلّمت على إليصابات، التقى الجنينان، التقت الألوهية بالبشريّة، التقى الإله بالذي سيمهّد له طريقه. التقى الحبّ بحنان الله، وتهلّل الجنين فرحًا في بطن أمّه.

وإليصابات بالروح الذي ملأها فهمت ما لا يقدر أحد على فهمه. من أين ليَ أن تأتي إليّ أمّ ربّي. طوبى للتي آمنت، فالفرح يأتي إلى أرضنا، الخلاص يأتي إلينا، طوبى للتي آمنت أنّ الخلاص سيتم.

يا ربّ، تحنّنت على البشرية الضائعة، ولم ترضى بأن تتركنا في ضياعنا، نزلت لبست بشريتنا لترفعنا، تجسّدت من مريم لتقترب منّا. وعودك دائمًا صادقة، وعودك دائمًا تُحقّقها. أعطنا أن نفهم كما فهمت مريم، نتهلّل كما تهلّلت إليصابات، نستقبلك كما استقبلتاك، ونعيش في الإندهاش لهذا السرّ العظيم طيلة أيام حياتنا. تعال يا ربّ أسكن بيوتنا واجمع عائلاتنا حولك لنمجدك ونسبحك ونشكرك طيلة حياتنا.

مقصد اليوم:
"يوم للعائلة، نقدّس، ونقضى النهار معًا ننبته لمَن هو بحاجة لحضورنا، نتكلّم ونُصغي لبعضنا البعض ونضع جانبًا كل ما يلهينا عن عائلتنا".