كتاب ميلاد يسوع المسيح
اِبنُ الله، يَنزِلُ ليصيرَ إنساناً، اِبنُ الله، يَتخلّى عن عرشهِ، ويُساوي نفسَهُ بالبشرِ ما عدا الخطيئة، اِبنُ الله يَصيرُ إنسانًا ليُخلِّصَنا من سلطانِ الخطيئة، نزلَ لأنَّهُ المحبّة، والمحبّةُ لا تسكتُ عن الضّلالِ، بل تَعمَلُ كلَّ شيءٍ لخلاصِ أحبّائِها.
نزلَ ووُلِدَ في عائلةٍ بشريّةٍ تُشبهُ عائلاتِنا، اِنتسبَ إلى بشريّتِنا فنسبَنا إلى ألوهته. نزلَ عالمَنا ليرفعَنا إلى عالمهَ، تربّى في عائلةٍ، ليعلِّمَنا أن نهتمَّ بعائلاتِنا، ولدَ في عائلةٍ ليُقدِّسَ العائلات، نما في عائلةٍ، ليُعظِّمَ شأنَ العائلةِ... نما كما يَنمو أطفالُنا، أُحصِيَ كما تُحصى شعوبُنا، كبُرَ بالنّعمةِ والقامةِ والحِكمة، فصارَ حكمةَ الله على أرضِنا، صارَ خلاصًا لكلِّ النّاسِ، صارَ فرحًا لكلِّ مَن يقبله. صارَ ضعيفاً لكلِّ الضَعفاء، صارَ فقيراً لكلِّ الفقراء، صارَ ملكًا يُعلِّمُ معنى المسؤوليّةِ والرّئاسة الحقيقيّة، والخدمة لكلِّ الملوك... هوَ الرَّبُّ الإله، صارَ مثلَنا، وسبيلَ الحياة أعطانا، صارَ مثلنا وصارَ دستورَ حياتِنا.
يا ربُّ، لا نَعرفُ كيف نَشكرُكَ، كلماتُنا لا تكفي، نعلَمُ أنَّكَ تحبُّنا، وشكرُنا لكَ يكون بعيشِنا بما يُرضي قلبَكَ، قوِّنا على السّهرِ على خلاصِ نفوسِنا وخلاصِ إخوتِنا، فنفرحَ ونفرِّح قلبَك.
جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل