خرج الزارع ليزرع زرعه

le semeur

خرج ليعطي كلمة الحياة الى كلّ البشر. لم يميّز بين عرق ولون، بين فئة وفئة، بل ألقى كلمة الله الخلاصيّة لكلّ إنسان.

لكنّ البشر تلّهوا بما أعطاهم، تلّهوا بالأرض وكنوز الأرض ونسيوا العاطي. تلهّوا بالعطيّة ولمْ يستثمروها لتوصلهم لخلاصهم. تطّمّعوا وكدّسوا، ولم يصدّقوا الله الذي قال أن امور الأرض فانية، ووعدهم بكنوز السماء الباقية، التي لا يمكن مقارنتها مع كنوز الارض. وقعوا في فخ شيطان العالم، ليبقيهم في تراب العالم. والربّ لن ينفكّ يلقي الكلمة للجميع علّهم يعودون. منهم مَن يسمع لكنّه مقيّد فسرعان ما ينسى، منهم مَن يسمع ويقب، لكنّ ضعفه غلبه فيخاف ويتراجع ولا يثق... ويبقى مَن يسمع ويقبل ويحفظ ويعمل. هؤلاء أصحاب القلوب الطيّبة، هؤلاء أصحاب الإيمان الصادق، يجتهدون ويثبتون فيصيرون الأرض الطيّبة التي تقدّم كلّ ذاتها ليزرع بها الربّ كلمته. هؤلاء بقلب صالح يثمرون ويفرحون ويفرّحون قلب الله، فيكون لهم مكانًا معه في ملكوته.

يا ربّ، نريد ان نكون الأرض الطيّبة، ها نحن بضعفنا وكلّ ما عندنا نضع ذواتنا بين يديك، نقّنا من كلّ الشؤائب، ازرع كلمتك في قلوبنا، واعطنا روحك ينميّها ويثبتها ويشلشها، فنتمسّك بها لأننا لن نعرف الفرح بدونها.

تعال يا ربّ أسكن نفوسنا وقوّنا عند التجربة فلا نخاف ولا نتراجع بل نغلب بقوتك التي تقوّينا فلا نعود ننظر إلى الوراء، بل نسعى لنكبر بك ونثمرَ ثمرًا يفرّح قلبكَ.