ها أنا أمة الرب, فليكن لي بحسب قولك

ولمّا آن الأوان، حضر ملاك الربّ وأخبر هذه الصبيّة الطيّبة، المتواضعة عن مشروع الله الخلاصي، بشّرها وحمّلها مشروعًا كبيرًا، مشروعًا إلهيّاً. سلامًا من عند الله ملأها، ونعمةً فوق نعمة حلّ عليها. "يا مملوءة نعمة، الربّ معكَ."

الربّ صار معكِ وفيك وكلّك. سألت، وأطاعت، استفسرت، لم تفهم كثيرًا، لكنهّا، ولأنها متواضعة كثيرًا، قبلت. لأنها أرضًا طيّبة مستعدّة، استقبلت. وقدرة العلّي ظلّلتها.

إفرحي. القدوس سيأتي عالمنا، وأنتِ يا عذراء ستحملينه إلينا. إبن العليّ سيسكن وسطنا ومنك سيتجسّد. سرّ عظيم كبير حملته مريم. لا شيء على الله مستحيل. مريم تثق، ثقتها كاملة، إيمانها غير محدود، والربّ يحبّ القلوب المؤمنة الصادقة الواثقة، فيأتي ويسكن فيها.

أنا أمة الربّ. مستعدّة لما تريد، أعطت مريّم كلّ ذاتها للربّ، دون أي شرط ولم تطلب لنفسها شيئاً، فتمّ الفرح على أرضنا.

يا ربّ نمجدّك ونشكرك لأنك أحببتنا، واخترت مريم لتتجسد في عالمنا من خلالها، أعطنا ثقة مريم، إيمان مريم، فنكون مثلها أرضًا طيّبة، متواضعة، مطواعة، مستعدّة فتأتي وتسكن فينا  وتعمل بنا بحسب قولك.

 

مقصد اليوم: "اليوم في القدّاس، عندما نتاول جسد الربّ، نتهيّأ مسبقًأ بالتوبة والاعتراف، ونتقدّم لتناول هذا السرّ العظيم بهيبة ورهبة، ونقول له نعم، كاملة واثقة كالنَعَم التي قالتها مريم".