إنه الرب

اتّباع يسوع في جميع الأحوال مهدّد ومرتبط بظرف وحالة كلّ انسان، وما كان عليه التلاميذ من خوف وقلق بعد صلب وموت يسوع وانتظار ما وُعدوا به، أي القيامة بعد ثلاثة أيام، وبالرغم من ظهور يسوع لمريم والنسوة ، فها سمعان بطرس والتلاميذ معه، نسوا كلّ ما عاشوه من تلمذة واختبارات وأعمال وآيات عملها الربّ، وكأنها لم تكن، عادوا إلى ما كانوا عليه قبل لقاء يسوع المسيح: "أنا ذاهب إلى صيد السمك". وكان الفشل، لكنّ الربّ دائمًا حاضر، بكلمة تدَخّل، عند فشلهم وإحباطهم، ووقف على الشاطئ ينتظرهم عند الفجر. "إنّه الربّ". نعم، إنّه الربّ وحده الذي يحوّل الفشل إلى نجاح، الظلمة إلى نور، الموت إلى حياة، الربّ وحده يعبر بهم من الألم والموت إلى المجد ونور القيامة. يقيمهم ويحمّلهم مسؤولية كبيرة، يثبّتهم ليصيروا صيّادي بشر وشهود حقيقيّين.

أعطنا يا ربّ، نحن أبناء الكنيسة، وأبناء القيامة، أن نعكس بعملنا وعيشنا ومثابرتنا وحبّنا، وجهك، نصطاد إخوتنا للخلاص، ونصير إخوة في جسد الربّ السرّي، ومعًا نعلن فرح الإنجيل ونشهد ان المسيح حقّاً قام ونحن شهود على ذلك. آمين.

 

     جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل