إلى أن يصل بالحق إلى النصر
"إِلى أَنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر."
يَخرجُ الرَّبُّ إلى النّاسِ، ليُعلِّمَهُم، ويُعطيهِم كلمتَهُ الّتي تُحيي. يَخرجُ ويُبشّرُ ويُخبِرُ عن الخلاصِ الّذي سيُتمِّمهُ على أرضِنا، يخرجُ إلى كلِّ إنسانٍ، ويُخبرهُ عن حُبِّ الآبِ لكلِّ إنسان. يَتبعهُ كثيرونَ، منهم، من سَمِعُوا ويُريدونَ أن يَسمعُوا أكثر، ومنهم مَن يكيدُ لهُ المكائِدَ ليَتخلّصَ منهُ، لأنَّ الشّريرَ يَغارُ من الحُبِّ، يَغارُ من الّذينَ قرّرُوا واِلتزمُوا وتبعُوا الرَّبَّ، ومن كثرةِ غيرتهِ يُحاوِلُ أن يُثنِيَهُم عن ثباتِهم.
لكنَّ الرَّبَّ لا شيءَ ولا مكيدةَ ولا شرَّ يَقفُ في وجهِ إتمامِ مشروعِ الآبِ فيه. أتى ليشفيَ المَرضى، ليشفيَ النّفوسَ الهائمةَ في هذا العالَمِ، دونَ هدفٍ ولا حياةٍ، يَشفي كلَّ نفسٍ عطشةٍ إلى الحُبِّ والحياة. يُعطي مجّاناً، وعَطاؤهُ يَشفي ويُحيي ويُخلّص. أتى وتمّمَ ما تَنبّأ به الأنبياءُ بشأنه، أتى اِبنُ الله، إلى أرضِنا، أتى يُرضي مشيئةَ الآب، يُبشِّرُ الأممَ بالحقّ، يَقبلُ كلَّ شيء، ويَتحمّلُ كلَّ شيء، يُسلِّمُ نفسَهُ بينَ أيدي البشر، الّذينَ أتى ليُخلِّصَهُم، فيقبل منهم كلَّ شيء، لأنّهُم لم ولن يَدروا ماذا يفعلون. وهوَ يُتابِعُ ويُعطي الخلاصَ لكلِّ مَن يَقبَل.
يا ربّ، لا خلاصَ لنا إلّا بكَ، لا رجاءَ في حياتِنا إلّا معكَ، لا حقَّ ولا نصرَ إلّا بالسّيرِ خلفكَ. أنتَ الحقُّ، أنتَ الحياة، ومَن يَتبعْكَ يَصلْ بالحقِّ إلى الحياة. حرِّرْنا من مجدِ هذا العالَمِ، وثبِّتْ خُطانا على خُطاكَ، إلى القيامةِ والحياةِ.