إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!"... يَكْفي أَنْ تُؤْمِنَ فَتَحْيا ابْنَتُكَ!".

bleeding women

الجميع ينتظره، يائيرُس يصرخ إليه ليشفي ابنته، وحيدته المشرفة على الموت، والنازفة تخجل الصراخ، فاقتربت سرّاً، هي التي رأت فيه خلاصها، آمنت وتخطت الجموع والحواجز لتلمس طرف ردائه، أتت خلسةً ولمسته، وقوّةً منهُ خرجت إليها، فشفيت.

سأل مَن لمسني، يريدها أن تشهد وتُعلن، فقد أعاد إليها كرامتها، أعاد إليها مكانتها، صفة البنوّة ألبسها، وعلى قوة إيمانها هنّأها، ووسطَ هذا لمْ ينسَ إبنة يائيرس. قد ماتت! لا تزعج المعلّم قالوا له. وهم لا يعرفون المعلّم ولا قدرته. فطمأن أباها، وذهب معهُ. وامام فاقدي الإيمان ولأجل إيمان والدها قال قومي. فقامت.

يا ربّ لا شيء مستحيل عليك، ها نحن نلتجئ إليك ونفوسنا تنزف من كلّ ما حمّلنا إياه العالم من خدع وملذات تبعدنا عنك، ها نحن في هذا الزمن المبارك زمن الصوم، زمن التخلّي والتجلّي نلتجيء إليك، اشفنا من نزفنا، ردّنا إلى حظيرة الأبناء، أقمنا من سباتنا وغفوتنا، وأيقظنا على عظمة دعوتنا. أعضد جهادنا يا ربّ، فنقوم بقوتك، ممجّدينك، ساهرين على قداسة اسمك فينا وفي حياتنا.