ايمانك خلصك! اذهبي بسلام.... يكفي أن تؤمن فتحيا ابنتك

يكفي أن تؤمن فتحيا ابنتك (لوقا 8)

رئيسُ مجمعٍ واِمرأةٌ نازفةٌ غارقانِ في وجعهِما، يَنتظرانِ الخلاصَ الآتي، سمعَا بالرَّبِّ، والنِّعمةُ لمسَتْ قلبَيهما، فاِنتظراه. رئيسُ مجمعٍ لم يَخجلْ بإيمانهِ، ونازِفةٌ مؤمنةٌ خافَتْ أن تَقتربَ، والجمعُ يزحمهُ. رئيسُ المَجمعِ اِرتمى على قدميهِ، والنّازفةُ أتتْ من خلفِهِ راجيةً أن تلمُسَ طرفَ ردائِه. رئيسُ المَجمعِ يَتألّمُ لمرضِ اِبنتهِ الّتي على وشكِ أن تموتَ، ونازِفةٌ تتألّمُ مِن نزفِها الّذي رافقَها طوالَ حياتِها وعزلِها عن المجتمع، فرُفِضَتْ واعتُبِرَتْ نجسةً. إثنانِ أتيا إلى الرَّبِّ وهما يَثقانِ بأنَّهُما لن يَعودا بدونِ النّعمة. النّازفةُ لمسَتْ طرفَ ردائه. وحالاً شُفيَت. لكنَّ الرَّبَّ لن يَتركَها ترحلُ هكذا. فوقف واِلتفتَ وسأل. رغمَ كثرةِ الجمعِ فقدْ علمَ الرَّبُّ بأمرِها. وهوَ يُريدُها أن تُعلِنَ إيمانَها علناً، ليعلمَ الجميعُ بقوّةِ إيمانِها، فتكون مثلاً وشهادةً أمامَهم، لعظمةِ الله وقوّةِ الإيمان. اِقتربَتْ خائفةً مُرتعدةً أعلنَتْ عن إيمانِها وثقتِها فعادَتْ مبرّرة طاهرة. إيمانُكَ خلّصَكَ، إذهبي بسلام. ويائيروس الّذي أُبلِغَ عن موتِ اِبنته، وهوَ يَنظرُ أعجوبةَ النّازفة، حزِنَ لأنّهُ علِمَ بموتِ اِبنتِه، لكنّهُ لم يَفقدْ إيمانَهُ، والرَّبُّ الّذي يَعلمُ كلَّ شيء، وهوَ القادِرُ على كلِّ شيء، طمأنَه. لا تَخفْ هيَ نائمة. وأمامَ اِستهزاءِ قليلي الإيمان، أمامَ الّذينَ لا رجاءَ لهم، أظهرَ مجدَه، فهوَ سيّدُ الحياةِ ومُعطيها. قومي. فقامَتْ. فأدهشَهُم، وأعطاهُم على حسبِ إيمانِهم، وأدهشَ الجميع.

يا ربّ، يا سيّدَ الحياةِ، يا إلهَ الرّحمةِ والرّأفةِ، كلُّنا مَرضى، ونَنزفُ من قلّةِ المحبّةِ، من قلّةِ الإيمان، من قلّةِ الثّقة. تعالَ، إلمسْنا واِشفِنا، تعالَ اِلمسْ قلوبَنا وطهّرْها، تعالَ اِلمسْ أفكارَنا ونقِّها... اِلمسْنا وأقِمْنا من كلِّ ما يَعوقُ سيرَنا معكَ، إلى بيتِنا، بيتِ الآبِ حيثُ تَنتظرُنا.

     جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل