السلام عليكِ يا مملوءة نعمة, الر ب معك

بشارة مريم

ها هوَ وقتُ رِضا الله على شعبهِ، ها هوَ وقتُ الخلاصِ... يُرسِلُ اللهُ رسولَهُ إلى صبيّةٍ من عندنا، بنتٍ من بناتِنا، اِنتظرَتْ مجيءَ المُخلّصِ كما اِنتظرَهُ الشّعب. حضرَ الملاكُ أمامَ هذهِ الصبيّةِ البارّةِ المُختارةِ، وحيّاها تحيّةَ السّماء. السّلامُ عليكِ. سلامُ السّماءِ يحلُّ على الأرض، سلامُ اللهِ يَسكنُ بينَنا. اِضطربَتْ مريم، ما الّذي يَحدثُ، ما هذا السّلام؟ فطمأنَها الملاكُ، فاِطمَئنَّت. وثقتْ، صدّقَتْ، آمنَتْ وسلَّمَتْ: فليكُنْ لي كما تَقولُ، أنا خادمةُ الرَّبِّ. وهكذا تمّمَ رسالتَهُ، وبدأ مِشوارُ الخلاصِ في رحمِ مريم. بدأَتْ مسيرةُ تحريرِ البشرِ في قلب مريم. ستَحمِلُ اِبنَ الله في أحشائِها، وتُسمّيهِ يسوع. يسوعُ صارَ معنا، يسوعُ صارَ بينَنا، يا لَفرحتِنا، يا لَلعظمةِ الّتي أتتْ أرضَنا، فلنهلِّلْ لأنَّ الله رضيَ عنّا، واِرتضى أن يُصالِحَنا ويُخلِّصَنا.

السّلامُ عليكِ، ما مَملوءةً نِعمةً، نشكرُكِ على النَعَم، نَشكرُكِ على تواضعِكِ، نشكرُكِ على إيمانكِ، نَشكرُكِ على حُبِّكِ، نشكرُكِ على طواعِيَتِكِ، منكِ يَأتينا الرَّبُّ الإله، فمَن مِثلُكِ يَعرِفُ الرَّبُّ، أطلبي لنا يا أمَّنا وأمّ ربِّنا، عندَ اِبنكِ إشفَعي فينا، وصلّي لأجلِنا.

     جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل