ألا تعلمان أنه ينبغي أن أكون في ما هو لأبي؟

نمَا يسوعُ في القامةِ والحِكمةِ والعِلم. ولمّا صارَ في عمرِ النّضوجِ بحسبِ الشّريعةِ في ذلكَ الوقتِ ليَنضمَّ عمليّاً إلى الجماعةِ، صعدَا به كما العادة في العيدِ إلى أورشليم. واِجتمعَتِ العائلةُ في الهيكلِ للصّلاة. أمّا يسوعُ فبقيَ في الهيكلِ، هنا اِلتقى أبيه، هنا يَجبُ أن يكونَ، من هنا يَنطلقُ إلى العالم.

ومريم ويوسف في طريقِ العودةِ، ظنّاهُ مع الأقاربِ، ولمَّا سألا عنهُ، لم يَجِداهُ، فقلِقا وعادَا يَبحثانِ فوجداهُ في الهيكل، حيثُ يجبُ أن يكون. يسوع الإله الإنسان، جلسَ مع العُلماءِ يُعلِّمُ فأذهلَهُم وأدهشَهُم، يسوعُ الإلهُ الإنسان، جلسَ مع اللهِ في بيتِ الله يَتحادثُ فهو منهُ أتى وإليهِ سيَعودُ لمّا يتمّم. ويسوع الإله الإنسان، أجابَ على قلقِ والديهِ، "عليَّ أن أكونَ في ما هوَ لأبي". أمّا هما، فلم يَفهما، لكنَّهُما سيَتأمّلانِ ويَفهمانِ، وعادَ معهما، وأطاعَهُما، وبقيَ ينمو في القامةِ والحِكمةِ والنِّعمةِ أكثرَ وأكثرَ عندَ الله والنّاس.

يا ربُّ، تجسّدْتَ في عالمِنا، وأنتَ تنمو وتَكبُر كما نحنُ نكبُر ونَنمو. أنتَ الإلهُ الكامِلُ، الحبُّ الكامِلُ، الحِكمةُ الكاملةُ، تسكنُ في جسدِ الإنسانِ الضّعيف. إنسانًا كاملاً مثلَنا أردْتَ أن تكونَ، في عائلةٍ بشريّةٍ مثلَنا أردْتَ أن تكبُرَ، لتُعلِّمَنا أن نقدّسَ العائلة، لتُعلِّمَنا أن نَتقدّسَ في العائلة.

يا ربُّ ساعِدْ عائلاتِنا لتتماسكَ في كلِّ ظروفِ حياتِها، واِحفظْ أطفالَنا لينموا في عائلاتٍ تتوسّطُها أنتَ، عائلات تعرفُكَ وتعملُ أوّلاً في ما هو لله، لتثمِرَ ثِمارَ الله في هذا العالم.

     جميع حقوق نشر التأملات محفوظة لعيلة مار شربل