عظيم إيمانك

أتى إلى هذه المنطقة وكأنه يعلم أنه سيلقى إيمانًا يعلّم ويرّبي به تلاميذه وكلّ مَن يجادله. أتى خصّيصًا لأجل هذه المرأة. علمت به وأسرعت ترتمي على قدميه متوَسّلة. سكَتَ! وانتظر ردّات فعل الآخرين. إصرفها، إنها تزعجنا... لم يفهموا بعد رسالة الربّ، لم يهتمّوا لوجعها. لكّن الربّ لمْ يصرفها بلْ اختبر إيمانها وتواضعها وكبريائها. لم آتِ للغرباء، البنين أولاً، لا يجب أن يُلقى خبز البنين للكلاب. والربّ يعلّم أنها من الشعب الوثنيّ الذي كان يعيش في الخطيئة، واليهود كانوا يرفضون هذا الشعب ويدعونهم بالكلاب لنجاستهم. لكنّ الربّ رأى في صراخ هذه المرأة تواضعًا كبيرًا. "إرحمني". إيمانًا صادقًا واستعدادًا للتوبة. فكان لها ما تريد. أعطاها فربحت ابنتها وربحت إيمانها وربحت قلب الربّ.

يا ربّ، أتيت لأجل كلّ إنسان، وخاصة الخاطئ لتردّه. أعطنا أن نفهم سرّ وعظمة مشروعك، أعطنا أن نساهم معك في عودة كلّ إنسان، أنرنا كي لا نصنّف البشر ونحكم عليهم ولا نرى جراحهم ووجعهم. أعطنا أن نبني معكَ ملكوتك ونُخبر عن حبّك وخلاصتك ورحمتك لكلّ بشر، بكلامنا وسيرة حياتنا.