أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ
هكذا هوَ قلب الله الآب، وهكذا هوَ قلب الإنسان. مهما بَعُدْنا ينتظرنا، مهما قسَتْ قلوبنا يتحَنّن علينا. الإبن الأصغر طالب بما هوَ لأبيه واعتبره له، رحَلَ وضاعَ وبدّدَ كلّ ما أعطاه بدون أن يستحّقه، والإبن الأكبَر يعيش في البيت وهوَ مثل الأصغر، ضلَّ وهوَ في البيت، عاش كالغريب بعيدًا عن حبّ أبيه وأغلق قلبه وقسّاه لحبّ أخيه.
يا ربّ، أيها الآب، كلّ واحد منّا يشبه هذان الإبنان، كثيرًا ما نتركك ونبدّد نِعمَكَ، وكثيرًا ما نكون في قلب بيتك وقلوبنا مغلقة على محبّة إخوتنا.
خذنا يا ربّ، إلى العمق، حوّل قلوبنا، فنفهم سرّ حبّك، نفهم عظمة انتظارك لكلّ منّا، مهما بَعُدْنا تنتظرنا، مَهما فعلنا من الخطايا تَرحمنا وتغفر لنا، مهما قسّينا قلوبنا تشفق علينا وتُعاملنا بالرحمة في كلّ وقت لتليّننا. تحبّنا حبّاً عظيمًا، أعطنا أن نُدرك عظمة حبّك لنا، فكلّ واحد منّا مميّز وفريدٌ ومحبوبٌ جدّاً عندكَ، أعطنا أن نجتهد لنتحول فنشبهك.